صرّح المخرج تامر محسن أنه يكره المسلسلات جدًا ورغم ذلك فهو يحبها ومدين لها بالفضل؛ ووصف علاقته بها بالمربكة.. ما بين الكره والغرام. وقال تامر، فى تصريحات إعلامية، قارن فيها بين السينما والدراما: "فى السينما، أنت تدرك جيدًا الظروف التى سيتلقى فيه المشاهد عملك؛ شاشة كبيرة ومكبرات صوت وهدوء فى القاعة، وهذه هى الظروف القياسية التى يحلم بها كل صناع السينما والدراما.. أما فى المسلسلات، فأنت لا تعرف كيف سيشاهد المتلقى مسلسلك وما هى الظروف التى ستكون متوفرة له، وهل سيمنح عملك التركيز اللازم أو الاهتمام الذى يليق به أم لا".
ثم روى تامر قصة طريفة عن صديقة له كانت تشاهد مسلسله "هذا المساء"، وقال إنها كانت تراسله بأنها لا تستطيع الانتظار لإكمال الحلقات، وأنها تشاهد الحلقات فى الشارع لأنها لا تطيق صبرًا.
ويقول تامر: "تصورت حينها أنها تشاهد حلقات المسلسل على شاشة الهاتف المحمول وفى الشارع، فى وضح النهار وتحت أشعة الشمس ووسط الزحام وضوضاء الطريق.. ورغمًا عنى شعرت بأن مجهودى فى المسلسل يتبدد خلال ظروف المشاهدة تلك، الإضاءة والديكور والكادرات وزوايا التصوير، كيف لها أن تنتبه لكل هذه الفنيات بظروف مشاهدتها التى تحكي لى عنها.. ولكن بعد تفكير أدركت أنه بالعكس؛ هى قد تورطت مع حدوتة المسلسل للغاية، لدرجة أنها لا تطيق صبرًا لمعايشة تطور الأحداث. وهذه غاية يطمح بها كل صناع الدراما، فالمشاهد يتورط مع الحدوتة ويتعايش معها، ولا يوّلى التقنيات هذا الاهتمام المتكلف.. الحدوتة هى الأصل، والتقنيات وسيلة فقط لتوصيل هذه الحدوتة".
كما فسر تامر علاقته المسلسلات قائلًا: "حين أقدم على عمل درامي، يرتبط الأمر بالكثير من الشئون الأخرى، وأشعر بأننى أمسك آلة حاسبة طيلة الوقت.. فأنت تصبح تحت ضغط إنجاز عمل بمثل هذه الضخامة خلال 6 أو 8 شهور، وتصبح فى معادلة مع الزمن دائمًا، فمعاييرك واختياراتك ليست فنية بشكل تام وتدخل فيها هذه الحسابات للأسف، ولذلك أشعر أن تنفيذ المسلسلات شيء غير مريح.. ولكن على جانب آخر، أنت تحب هذه الحالة خاصًة بعد نجاحك بها وتشعر بتحدى محبب فى الأمر، كما يطلب منك رسم لوحة جميلة خلال 10 دقائق؛ فأنت تفكر ما هى اللوحة التى تستطيع إنجازها بشكل رائع خلال 10 دقائق فقط.. وهذا تحدى به متعة من نوع خاص".
وعلّق تامر أنه عمل بالأفلام الوثائقية أكتر من 8 سنين فى بدايته، وأنه أحبها لكنها لم تكن حلمه، فكان يحلم بأن يصبح مخرجًا سينمائيًا، ولكنه تعلم كثيرًا فى الأفلام الوثائقية، لإنه كان مضطرًا أن يفعل كل شيء، مونتاج وكتابة ومكساج وتصوير، وتشبع حينها بمفهوم صانع العمل أو Film Maker. كما أوضح أنه يحب الأفلام القصيرة وأنها الأقرب لقلبه، فلو بإمكانه الاختيار لكان مخرج أفلام قصيرة، ولكنها لا تلقى الاهتمام الكافى من الجمهور العربى حتى الآن.
كما أنه يفتقد العمل بالأفلام الوثائقية وكذلك المسرح، ولكن الدراما قدمت له مرحلة مُرضية بين السينما والمسرح، فهو يقوم بنفس الإعدادات والتحضيرات التى يتعرض لها فى صناعة الأفلام، ويتلقى ردود فعل الجمهور عن كل حلقة مباشرًة كما يتلقى ردود أفعال جمهور المسرح.. فهو قد يكره المسلسلات لأنها غير مريحة فى تنفيذها بسبب الضغوط الإنتاجية المقترنة بها، ولكنه يحبها ويقع فى غرامها لأنها منحته وتمنحه مثل هذه الأشياء.