قبل أن يرحل فيروس كورونا سيترك بصمته فى كل شىء فى التفاصيل الدقيقة لحياة البشر ، الأشياء كثيرة ومتشعبة فى كل مناحى الحياة ، من أكثرها تعقيدا الى أبسط الأشياء مثل ارتداء الكمامات وأن تكون قاسما مشتركا فى الأشياء التى يحرص الإنسان على ارتدائها ، قد تصل لمرحلة تكون مثلها مثل النظارة سواء الطبية او نظارة الشمس ، تذكروا كيف بدأت فكرة النظارة وكيف لم يتقبلها الإنسان فى البداية ، وكيف كان شكلها ، وكيف كانت تمسك باليد ليرى بها الشخص ما لايراه بعينه العليلة ، أو فوق عين واحدة( لاحظ ذلك فى الافلام والمسرحيات القديمة) ، ثم حدثت القفزة وأصبحت النظارات بما نراها عليه الآن ووصل الأمر الى أنها أصبحت جزء اساسى من الإناقة والشياكة والأنوثة لدى المرأة ، وتعبيرا عن القوة والغموض لدى الرجل ، أتصور أن الكمامة مع عالم موبوء بالفيروس نعيش فيه قد تتحول مع الأيام لتكون ضرورة مثلها مثل ضرورة النظارة الطبية ، الناس بدأت تتقبل فكرة ارتداء الكمامة لمزيد من الحرص ، اليابانيون أكثر شعوب الأرض التى رأيتها يرتدون الكمامات قبل وباء كورونا ، الكمامات تكاد تكون أساسية فى حياته أثناء التحرك فى الأماكن المزدحمة وفى المواصلات العامة ، هم شعب نظيف منضبط بطبعه
أعود الى تقبل فكرة الكمامة التى بدأ شكلها يتحول من مجرد القيام بالوظيفة الى مراعاة البعد الجمالى فى التصميم ، باختيار ألوان لم تكن مطروقه من قبل ، ودخول الأخضر والبنفسجى والبمبى ، ليس هذا فحسب بل بدأ يدخل على اللون تصميم ، فأصبحنا نرى اشارات وعلامات ، وحدث تطور أكثر وأصبح عليها رسومات " جرافيتى " ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطورودخلت بيوت الأزياء على الخط لتضع بصمتها الفنية فى تصميم الكمامة ، لتحقق وظيفتها الطبية وفى نفس الوقت تكون قطعة ملابس وجزء من الاناقة ..
هناك مثل الكمامة التى نضعها على وجوهنا كمامات مماثلة فى كل شىء .. انظر حولك ستجد ان الاشياء التى استغربتها بشدة مع بداية وباء كورونا اصبحت امرا عاديا بالنسبة لك .. فكرة تقبل ماكان مستغربا او مستحيلا .. فى العمل بدانا نتقبل فكرة العمل من المنزل ولا ننظر لها النظرة الدونية السابقة .. فكرة الدراسة عن بعد كنا نتقدم فيها خطوة ونرجع خطوات .. الآن هى البديل الآمن الذى يمكن ان يحدث نقلة حقيقية فى مسار التعليم .. العلاقات الانسانية هى الاكثر تأثرا باستمرار ارتداء الكمامة لانها تشكل حاجزا على اظهار المشاعر الانسانية .. نقرأ الحب والكره فى تعبيرات وجه من يتحدث معنا .. الان كلنا يتحدث من وراء حجاب ..وبشىء من الخوف .. العلاج النفسى والأمان الإجتماعى أساسه الاقتراب الانسانى وحضن دافء بمشاعر صادقة يعدل عمل مصحة نفسية شهرا كاملا ..فيروس الكورونا فعل فينا الكثير ولايزال واقل مافعله هو الألاف من الضحايا الذى قضوا حياتهم بسببه او الملايين الذين يتهددهم خكره حول العالم .. الفيروس فعل الكثير وترك كمامة وبصمة على كل مناحى حياة البشر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة