واحدة من الروايات الأفريقية التى دارت عن معاناة أصحاب البشرة السمراء خاصة النساء، كانت رواية "العودة إلى الوطن" للروائية الغانية (يا جياسي) الصادرة عام 2016 وتم اختيارها في العام ذاته للحصول على جائزة "5 تحت 35" للمؤسسة الوطنية للكتاب، وجائزة جون ليونارد لدائرة النقاد الوطنية لأفضل كتاب أول، ولحقت بالقائمة الطويلة لجائزة ديلان توماس عام 2017 وحصلت على جائزة مؤسسة همنجواي عام 2017.
تدور أحداث هذه الرواية ذات البعد الإنساني العميق في الساحل الجنوبي الغربي لأفريقيا وجمهورية غانا الحالية وفي أميركا الشمالية من القرن الثامن عشر حتى الوقت الحاضر.
تتمحور أحداث الرواية حول حياة أختين غير شقيقتين هما إيفيا وإيسي اللتان تولدان في قريتين مختلفتين في غانا القرن الثامن عشر. تتزوج إيفيا من رجل إنجليزي وتعيش حياة هانئة في قلعة كيب كوست، في حين تقبع أختها إيسي دون علم منها في زنزانة من زنزانات القلعة، ليتم بيعها من بين آلاف الغانيين الآخرين إبان ازدهار تجارة الرقيق في ذلك الحين في أفريقيا، ومن ثم تؤخذ إلى أمريكا حيث ستنشأ هي وينشأ أبناؤها وأحفادها في عبودية مقيتة وبائسة.
تتحدث الرواية عن قصة ابنتين لأم، وأبوين ينتميان إلى مجموعتين عرقيتين مختلفتين، إيفيا وإيسي هما شقيقتان لم تتعرفا على بعضهما رغم أن طريقهما كان يائسا ومحكوما بالانفصال، وفي حين كانت إيفيا مجبرة على الزواج من حاكم إنجليزي والإقامة في قلعة على طول الساحل، وقع القبض على إيسي وإرسالها، مع العبيد، إلى جنوب الولايات المتحدة.
في الأثناء، تسرد الرواية مستقبل كلا فرعي الأسرة، أي بطلتي القصة المؤثرة، التي تروي تفاصيل الألم والأمل والصراع في إطار سلسلة من الأحداث التاريخية البارزة، من قبيل الحروب القبلية، وتجارة الكاكاو، وقانون هروب الرقيق لعام 1850، والهجرة الكبرى، والكفاح من أجل الحقوق المدنية وإحياء هارلم (مركر الأميركيين من أصل أفريقي في نيويورك) في عشرينيات القرن العشرين، وصولا إلى "وباء الهيروين" في سبعينيات أميركا.