تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها،أن الحالة الصحية العالمية بسبب جائحة "كورونا" أفرزت العديد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية أصابت الجميع، و استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ممارسة سياساته الانعزالية للولايات المتحدة، التي تركتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
مينا العريبى
مينا العريبي: فلسطين والدعم المطلوب
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة الشرق الأوسط، عانت فلسطين من الاحتلال والبطش ما عانته على مدى أكثر من 70 عاماً، والآن تواجه خطراً جديداً مع الخطط الإسرائيلية لضم أراض فلسطينية تجعل إقامة دولة فلسطينية حقيقية شبهَ مستحيل. وبينما تواجه فلسطين هذا التهديد والعالم منشغل بجائحة كورونا والإدارة الأمريكية الحالية، باتت مصادقة على ما تقوم به تل أبيب من دون حتى بيان عتب، هناك حاجة ملحة إلى الوقوف عند ما يمكن فعله عملياً لدعم فلسطين ومنع وقوع هذه الكارثة.
هذا يعني النظر إلى الواقع السياسي الحالي، بدلاً من التمنيات. فبقدر ما عانت فلسطين من الاحتلال، عانت من ظلم من استغل قضيتها، ومن المزايدة والمتاجرة التي تستمر على حسابها. فعلى سبيل المثال، وبعد الضربة الموجعة التي تلقاها الحرس الثوري الإيراني بمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني بداية العام، ومع تفاقم الأزمات الداخلية من جراء السياسات الإيرانية والضائقة الاقتصادية في البلاد، تسعى طهران لإظهار نفسها الحامي الأول للقضية الفلسطينية. وقد نشر الحرس الثوري وروَّج لرسومات لا علاقة لها بالواقع والمنطق، تصور قائد "فيلق القدس" سليماني ومعه الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وعدد من رجالات طهران في المنطقة مثل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وغيره وهم يصلون في القدس المحتلة وأمام المسجد الأقصى. وكما أن هذه الصور هي من نسج الخيال ولا علاقة لها بالواقع، هي أيضاً تنال من مكانة وتضحيات الفلسطينيين، الذين هم يدفعون ثمن الاحتلال، والذين لا يوافقون على قتل العرب والأبرياء باسم "فيلق القدس".
محمد خلفان الصوافى
محمد خلفان الصوافي: بعد "كورونا".. نظام دولى تضامنى
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، لم تمنع الحالة الصحية العالمية بسبب جائحة "كورونا"، التي أفرزت العديد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية أصابت الجميع، من استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ممارسة سياساته الانعزالية للولايات المتحدة، التي تركتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبالتالي، تقليص دور الدولة العظمى في العالم، واهتزاز هيبتها في كل عناصر القوة التي جعلتها لتحتل هذه المكانة، مثل القوة الدبلوماسية، والقوة العسكرية، إلى أن وصل الأمر، مؤخراً، إلى المساس بحرية التعبير، من خلال التهديد بإغلاق منصة "تويتر"، التي يستخدمها أغلب السياسيين، وعلى رأسهم ترامب نفسه، في التعبير عن التوجهات السياسية لبلادهم.
هذه الاستمرارية المقصودة من الإدارة الأمريكية، ستؤدي إلى تآكل الدور الدولي الأمريكي على المدى البعيد، ليس فقط في مناطق جديدة محل تنافس دولي، مثل سوريا وليبيا، بينه وبين الصاعدين الجدد في الساحة الدولية، مثل روسيا، التي يبدو أن الوضع مغرٍ لها في الحصول على موطئ قدم في المنطقة، تحقيقاً لحلمها القديم في الوصول إلى المياه الدافئة.
وكذلك الصين، التي ما زالت تطبق "دبلوماسية السلحفاة"، القائمة على الصبر الطويل في تحقيق الهدف الاستراتيجي لها في العالم، وإنما الأمر سيطال مناطق نفوذ تقليدية للولايات المتحدة، مثل أوروبا، التي هي واحدة من المناطق المغرية للصين.
أما منطقة الشرق الأوسط، فيبدو أن تآكل الدور الأمريكي أسرع، بسبب العقود التي توقعها الصين مع هذه الدول، والمفاجأة لم تكن في الاتفاقية الاقتصادية مع العراق في بداية هذا العام، وإنما مع حليفها الاستراتيجي في المنطقة، إسرائيل، بالإعلان عن نيتها في توقيع اتفاقية لتحلية المياه مع الصين.
صادق ناشر
صادق ناشر: العين على قصر كابول
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها شنت ضربتين جويتين، استهدفتا حركة "طالبان" الأفغانية، الجمعة الماضية، في ولايتين مختلفتين من البلاد، تكون الاتفاقية الموقعة بينهما في وقت سابق من العام الجاري، قد تم نقضها لأول مرة، خاصة وأن الجانبين ظلا يؤكدان احترامهما لهذه الاتفاقية، التي تنهي ما يقرب من 20 عاماً من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، والذي جاء على خلفية هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
كانت واشنطن تأمل أن يكون خروجها من أفغانستان، فرصة لإعادة ترتيب أوراقها من جديد في المنطقة؛ لكنها لم تتمكن من ذلك؛ بسبب تعنت حركة "طالبان"، التي لم تعد راغبة في الالتزام بالاتفاقية، إلا إذ ضمنت لها الاستيلاء على السلطة، ولهذا لن تكون الاتفاقية محل تطبيق طالما أن الحركة ظلت بعيدة عن قصر الحكم في كابول، بمعنى أنها ترغب في اتفاقية تضمن لها السلطة وليس فقط وقفاً لإطلاق النار، كما تريد الولايات المتحدة.
كان الرهان على اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في هذا البلد منذ 19 عاماً، في سياق خطة للولايات المتحدة؛ للخروج من دوامة الخسائر التي تتعرض لها قواتها في أفغانستان، بعدما اكتشفت أنها لن تتمكن من القضاء على الحركة لأسباب عدة؛ أبرزها: أن المجتمع الأفغاني لا يزال يدين بالولاء للحركات الدينية أكثر منه للأنظمة المدنية، كما أن النموذج الأمريكي لم يقدم ما يلهم المجتمع الأفغاني للخروج من جلباب الحركات الدينية المتشددة. وزاد الأمر سوءاً النموذج الذي قدمه النظام الذي جاء على أنقاض حكم "طالبان"؛ حيث كان سبباً في تزايد النقمة الشعبية عليه؛ بعدما اعتبر امتداداً للاحتلال الأجنبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة