قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن هناك قضيتن ملحتين في السياسة الخارجية، هما قضية سد النهضة والملف الليبي، وإن المماطلة الإثيوبية، والرغبة الدائمة في الإرجاء وتسويف الأمور لا تزال قائمة، فضلا عن أن تصريحات الجانب الإثيوبي مزعجة للغاية، وتتسم باللغة الأحادية، والنبرة الاستعلائية.
وأشار بيان صادر من مكتبة الإسكندرية اليوم، أن الدكتور مصطفى الفقى قد أكد خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر على فضائية إم بي سي مصر، أهمية دخول المجتمع الدولي في هذه القضية لحفظ السلم والأمن في المنطقة، و التزام إثيوبيا باتفاق المبادئ الذي وقع عام 2015 وأن تعترف بالحقوق التاريخية في مياه النيل لدول حوض النيل بالإضافة إلى عدم ملء السد أو اتخاذ قرارات وخطوات أحادية الجانب دون الاتفاق مع الأطراف الأخرى.
وأبدى الفقي تخوفه من دخول المفاوضات الحالية في دهاليز فنية وتفاصيل تكون محل خلاف وجدل مما يضيع الوقت، لافتا إلى زيادة نعرات التمييز العرقي خلال الفترة الحالية، وهذا ليس حقيقيا، لأن مصر تتعامل مع الجميع بمبدأ الأخوة ولدينا في مصر نحو 6 ملايين لاجئ من دول مختلفة وجميعهم يتعاملون كمصريين.
وقال مدير مكتبة الإسكندرية ارتبط النيل بحياة المصريين، ولا يمكن أن نسلم بأن يتحول الأمر إلى حرمانهم من المياه، وعلينا أن نضع القوى الكبرى والأمم المتحدة أمام مسؤوليتها تجاه هذه القضية، فلا يمكن العبث بحياة أكثر من مائة مليون نسمة.
وردا على سؤال حول ما سوف يحدث اذا فشلت المفاوضات الجارية في الوصول إلى حل، أوضح الفقي، إن الرئيس السيسي لا يبدأ بالسيناريو الأسوا، ويستنفد كل طرق التسوية وينصف الجميع، ويأخذ وقته، ولا يتخذ أي إجراء يتسم بالرعونة فالمسألة لا تدور في فراغ، ولسنا وحدنا في العالم ولابد أن يكون هناك بعض الاجراءات الحاسمة.
وحول رأيه في إعلان القاهرة المتعلق بحل الأزمة الليبية أشار مدير مكتبة الإسكندرية الى أن مصر أكبر دولة في جنوب المتوسط والشمال الافريقي ودولة الجوار المباشر وكان لابد أن تخرج من القاهرة مبادرات لحل الأزمة الليبية.
وأضاف: يعطي حجم التأييد الدولي الكبير المبادرة مصداقية، فمصر تتحدث من أرض صلبة وليس لها أهداف أو مطامع في ليبيا، وهدفها استقرار الدولة الليبية، وخروج المليشيات والمرتزقة القادمين من تركيا منها.
ورأى أن إعلان القاهرة يشكل ضغطا واضحا على النظام التركي لأن الرأي العام الدولي يقف بشدة إلى جانب إعلان القاهرة منذ الساعات الاولي لاطلاقه، واكتسب شرعية دولية ويجب أن نواصل هذا الطريق.
وحول تقييمه لفترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد ست سنوات من توليه الحكم قال الفقي: إن من ضمن الايجابيات الكثيرة لحكم الرئيس السيسي هي سياسته الخارجية، التي ارسى فيها عددا من المبادئ منها د استقلالية القرار، وندية التعامل مع أمريكا وروسيا، ولم نعد أبدا مجرد رد فعل او في موقع التبعية لتوجهات الاخرين.
وأضاف أن مصر تحرص على الامتناع تماما عن التدخل في شؤون الدول الاخري، والرئيس السيسي لديه قدر كبير من ضبط النفس ولا يمكن أن يزج بالجيش المصري في أي موقف عسكري إلا اذا كان جزءا من استراتيجة مصر وأمنها القومي.
وأوضح أن السيسي يسير على طرق متوازية منها محاربة الارهاب والاصلاح الإقتصادي ويقيم مشروعات تنموية، لافتا إلى أن في بداية حكمه كان موقف مصر علي الصعيد الدولي صعبا، ولكن الان كافة الجسور مفتوحة مع مختلف دول العالم.