تعمل تركيا على ترسيخ تواجدها العسكرية فى ليبيا عبر تدشين قواعد عسكرية جوية وبحرية فى البلاد، ما يشير إلى رغبة النظام التركى لإيجاد موطىء قدم له بشكل دائم داخل التراب الليبى بشكل خاص وشمال افريقيا بشكل عام وهو ما يعد تهديدا لأمن واستقرار الدول التى ترتبط بحدود مباشرة مع ليبيا وخاصة تونس والجزائر.
بدورها نقل موقع روسيا اليوم عن وسائل إعلام تركيا مقربة من الحكومة التركية أن الأخيرة تنوي إنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين في أراضي ليبيا حيث تدعم قوات حكومة الوفاق الوطني.
ونقل الموقع عن "مصادر إقليمية" أن التعاون العسكرى بين ليبيا وتركيا سيرتقى إلى مستويات أعلى"بعد الزيارة التى قام بها إلى أنقرة يوم 4 يونيو الجارى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، حيث التقى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وأوضح الموقع أنه يجرى النظر حاليا لإعادة تشغيل قاعدة الوطية الجوية العسكرية التي يتم إصلاح البنية التحتية بها، فضلا عن الجهود المبذولة لإزالة الألغام.
وذكر الموقع أن هذه الجهود تهدف إلى أن تكون الوطية متاحة لبناء تركيا قاعدة جوية فيها، حيث من المقرر أن تحتضن طائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي تركية ساهمت في نجاح العمليات العسكرية التي أسفرت عن استعادة قوات حكومة الوفاق السيطرة على هذا الموقع العسكري الهام.
وأوضح الموقع أنه سيتم اتخاذ خطوات مماثلة في ميناء مدينة مصراتة الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط"، ليتم فيه بناء قاعدة بحرية مع تحصين قاعدة الوطية بالطائرات المسيرة والأنظمة الجوية.
ولفت الموقع إلى أن تركيا تستخدم ذريعة التحركات اليونانية فى شرق المتوسط والتوتر المتزايد هناك يتطلب وجود قوات بحرية تركية فى المياه الإقليمية الليبية، موضحا أنه بناء على ذلك يعتقد تحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية تركية دائمة.
وتعتبر تركيا أكبر داعم عسكري خارجي لقوات حكومة الوفاق الوطني في المواجهة مع "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر، الذي يتهم تركيا بدعم الإرهاب في بلاده وزعزعة استقرارها عن طريق تدخلات عسكرية بما في ذلك نقل مسلحين من أراضي سوريا للقتال في ليبيا.
وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ"اليوم السابع" إن النظام التركى يستخدم مدينتى طرابلس ومصراتة رأس حربة لمشروع التوسعى والاستعمارى للتراب الليبى، مؤكدة ضرورة وجود موقف دولى قوى وواضح لوقف التدخلات التركية فى الشأن الداخلى الليبى وعسكرة المشهد.
وأوضحت المصادر أن أنقرة لديها أطماع استعمارية فى منطقة شمال افريقيا وتعمل على تدشين قواعد عسكرية فى هذه المنطقة دعما للجماعات المتشددة وفى مقدمتها جماعة الإخوان فى بلاد المغرب العربى بشكل خاص.
ويرى مراقبون أن تركيا تسعى للسيطرة على منطقة الهلال النفطى فى عملية عسكرية شاملة وخاطفة لبسط سيطرتها الكاملة على النفط والغاز الليبى، وذلك فى ظل التطورات التى تشهدها سوريا وتحديدا فى مدينة إدلب من تحركات عسكرية تشير إلى إمكانية اندلاع المواجهات مجددا.
وأكد مراقبون ضرورة لجم النظام التركى عن التحركات الاستفزازية التى يقوم بها فى ليبيا وشمال افريقيا، وممارسة المزيد من الضغوطات أو فرض عقوبات دولية على أنقرة بسبب سلوكها العدوانى واحتلالها لبلدان عربية بذرائع واهية.
وأوضح مراقبون أن دول الجوار الليبى عليها الدور الأكبر فى ردع النظام التركى وميليشياته ومرتزقته الذين تم نقلهم فى ليبيا، محذرين من عملية تسلل المرتزقة والإرهابيين إلى دول الجوار الليبى وخاصة تونس والجزائر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة