أسرة بسيطة، مكونة من 6 أطفال وأب خرج معاش مبكرًا وأم تكافح وتعاند ظروف الحياة القاسية، لتربية أبنائها، والتغلب على مصاعب الحياة، حيث بدأ الحلم يراود عقول الأسرة مع اقتراب تخرج الابن الأكبر، ليتحمل الأعباء عن كاهل أبويه، إلا أن أحلام الأسرة تبخرت بمقتل الابن الأكبر بطلقة طائشة.
هنا.. في منطقة قليوب بمحافظة القليوبية، تقطن أسرة بسيطة، كانت حياتهم تسير بطريقة طبيعية حتى فقدوا ابنهم الأكبر، الذي تصادف مروره بشارع في المنطقة اندلعت به مشاجرة، لتخرج رصاصة طائشة وتصيبه في مقتل.
والدة القتيل تنظر لصورةابنها
بدموع لا تتوقف، وصوت ممزوج بالأسى، سردت الأم تفاصيل الجريمة كاملة، قائلة: "خرج زوجي معاش مبكراً، وزادت مصاعب الحياة علينا، فقررت النزول لسوق العمل، أعمل في كل شيء، أبيع خضروات وفواكه، و"عيش وطعمية" من أجل الحصول على المال ومساعدة زوجي على مصاعب الحياة.
أستيقظ مبكراً، أجهز الإفطار للأولاد، وأنزل للسوق لبيع الخضار، وأعود نهاية اليوم، بالرزق الذي حصلت عليه، ثم أجهز الأكل لأولادي، وعندما يرخي الليل ستائره أستريح بعض الشىء، حتى أستيقظ في اليوم التالي لمعاودة ما فعلته في اليوم السابق، "الحديث لوالدة القتيل".
أصدقاء القتيل
وعن يوم الحادث، تقول الأم: "توجه "محمد" ابني لزيارة صديقه "مينا" عشرة عمره، فقد كان يتردد على منزلنا ويذهب "محمد" لاستذكار دروسه عنده، وتصادف أثناء مروره بالشارع، وجود "خناقة" بين مجموعة من الأشخاص، خرجت طلقة طائشة منها، اخترقت جسده فأردته قتيلاً، وعندما تسرب الخبر لمسامعي كدت أفقد الوعي، فتم نقله للمستشفى ليفارق الحياة بعد ذلك".
القتيل
تلتقط الأم أنفاسها، وتقول:" مات الحلم..أيون الحلم.."محمد" كان حلمنا كلنا، أنا ووالده وأشقائه، يعلم الله بالأيام الصعبة اللي عشتها، عشان أربيه وأعلمه كويس ويتخرج ويشتغل ويساعدني، وكنت أنتظر مرور الأيام القليلة المتبقية لتخرجه هذا العام، لكن الموت خطفه مني".
يلتقط الأب أطراف الحديث من زوجته، ويقول:" أطالب بتطبيق العدل، والقصاص لروح ابني، فقد قتلوا فلذة كبدي، وأدخلوا الحزن لمنزلنا، وتسببوا في ألم أصابنا جميعاً، بسبب "طيش "شباب وتشاجر بالأسلحة، واستعراض للقوة، فقد تم القبض على المتهمين، وننتظر القصاص العاجل منهم".
أصدقاء المجني عليه
وبكلمات تخرج من شفتيه بصعوبة، قال "مينا":" أشعر الحياة كئيبة وثقيلة بدون "محمد"، الصديق الشهم الجدع، الذي شاطرني كل شيء، أحزاني وأفراحي، حتى الأكل كنا نتقاسمه بينا، فلم أرى والدتي حزينة في حياتها، مثل حزنها على رحيل "محمد"، وأصبحنا نصلي وندعو من أجله، لقد رحل عنا صديق العمر بهدوء كما عاش حياته كلها هادئ دون ضجيج أو صخب".
والدة القتيل تحكي قصته
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة