بالرغم من تعدد وتنوع الجرائم، ما بين "قتل وسرقة وخطف"، في الصفحات المتخصصة في مجال الحوادث، إلا أن حوادث الطرق مازالت تحجز مساحات كبيرة في هذه الصفحات، وتتصدر العناوين الرئيسية.
إذا كنت من متابعي الصفحات المتخصصة للحوادث، ربما قرأت خلال الأيام الماضية، أخبار من نوعية:"طفل يدهس مجموعة أشخاص، أو سيارة تطير من فوق الدائري، أو السرعة الجنونية لسيارة تطيح بأسرة".
للآسف، هذه الأخبار عينة حقيقية من وقائع تتجسد على الطرق بصفة يومية ، بسبب الأخطاء البشرية الفادحة، التي باتت تمثل أكثر من 90 % من أسباب الحوادث في مصر، وتحصد مزيد من الأرواح بين الحين والآخر.
للآسف، مازالت ثقافة عدم اتباع التعليمات المرورية موجودة لدى البعض، ويمكن أن تتأكد من ذلك، إذا علمت أن عدد المخالفات المرورية على مستوى الجمهورية، خلال أسبوع واحد، بلغت 245867 مخالفة مرورية متنوعة.
تجاوز السرعة وقيادة السيارات بجنون، لا سيما من الفئات الشبابية، أبرز الأسباب الذي تزيد من حوادث الطرق، حيث تم رصد 31538 مخالفة تجاوز السرعة المقررة خلال 7 أيام فقط، فيما كان تعاطي المخدرات حاضراً، حيث تم ضبط 28 شخص يقودون السيارات تحت تأثير مخدر.
الأمر لا يحتاج لمزيد من القوانين والتشريعات للحد من حوادث الطرق، بقدر حاجته لثقافة المواطن نفسه، وضمان تطبيقه التعليمات المرورية، وحرصه على حياته وحياة الآخرين، وعدم العبث بها، واحترام الطريق، وعدم التسابق عليه، والتخلي عن السرعة الجنونية، لأنها أقرب وسيلة للقبر.