قالت مصادر إن إيران قد ترسل شحنتين أو ثلاث شهريا فى مبيعات منتظمة من البنزين إلى حليفتها فنزويلا، وهو ما يساعد فى تصريف فائض محلى فى الإمدادات لكن يعرضها لخطر انتقام من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يفرض عقوبات على الدولتين كلتيهما.
أرسلت إيران منذ أبريل نيسان خمس ناقلات بحمولة إجمالية 1.5 مليون برميل تقريبا إلى الحكومة اليسارية فى فنزويلا المتعطشة للوقود، غير أن الشحنات لم تساعد كثيرا فى تخفيف طوابير تستمر لساعات عند محطات الوقود.
وتتوعد إدارة ترامب، التى تسعى إلى وقف تجارة إيران فى مجال الطاقة وإسقاط الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، بالانتقام، وحذرت موانئ وشركات للشحن البحرى وشركات للتأمين من تقديم تسهيلات للناقلات، لكن بحسب خمسة مصادر تجارية وصناعية مقربة من وزارة النفط، تعتزم طهران مواصلة الشحنات.
وقال اثنان من المصادر إن الوحدة العسكرية القوية للحرس الثورى الإيراني، التى تأتمر بأمر الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي، هى من تحدد السياسة بشأن فنزويلا.
وقال متعامل إيرانى على دراية بالسياسة "هذا قرار إستراتيجى طويل الأجل اتخذته الدولة لتوسيع النفوذ"، مشًبها ذلك بشحنات إيران إلى سوريا.
ولم يصدر رد على طلبات للتعقيب من الحرس الثورى ووزارة النفط الإيرانية وشركة النفط الوطنية ووزارتى النفط والإعلام فى فنزويلا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع "التدخل" أو خرق العقوبات لدعم فنزويلا، لكنه لم يحدد ما هى الإجراءات التى قد تُتخذ.
وقال "يجب أن يكون مجتمع الأعمال الدولى على دراية بالفعل بالخطر القانونى لأى عمليات مع نظام نيكولاس مادورو غير الشرعى والاستبدادى، "من غير المفاجئ أن يتآلف النظام الإيرانى الشديد الفساد والقمع مع حكومة اللصوص الوحشية لمادورو".
وأعلنت إيران، وهى مستورد صاف للبنزين منذ عقود، الاكتفاء الذاتى العام الماضى مع تدشين المرحلة الثالثة من مصفاتها (نجم الخليج الفارسي) المنشأة حديثا بطاقة 350 ألف برميل يوميا فى ميناء بندر عباس.
لكن جائحة فيروس كورونا قلصت الطلب إلى حوالى 450 ألف برميل يوميا فى الربع الأول من 2020 من نحو 650 ألفا العام الماضي، بحسب إف.جي.إى لاستشارات الطاقة.
وحتى قبل الفيروس، كان فائض المعروض قد بلغ 84 ألف برميل يوميا من البنزين فى الربع الأخير من 2019، لكنه قفز إلى 172 ألفا فى الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي، بحسب إف.جي.إي.
وقالت المصادر التجارية والصناعية إن إيران غير مستعدة للتخمة فى ظل عدم كفاية طاقة التخزين، وهو ما يعنى أن نداء مادورو للعون وجدت من هو مستعد لتلبيته.
وقال أحد المصادر "فائض معروض البنزين الإيرانى يساوى 15 إلى 20 شحنة متوسطة الحجم كل شهر. تصدر إيران خمس شحنات فقط شهريا إلى آسيا وأفريقيا. لذا فإن فنزويلا هى الخيار العملى الوحيد". وطلبت جميع المصادر عدم ذكر أسمائها لحساسية الأمر.
وبحسب متعاملين وبيانات إف.جي.إي، فإنه حتى عندما تمر الجائحة ويرتفع الطلب إلى حوالى 550 ألف برميل يوميا فى النصف الثانى من العام الحالي، ستظل لدى إيران القدرة على إرسال شحنتين أو ثلاث إلى فنزويلا شهريا.
ويمكن لناقلة متوسطة الحجم، من النوع الذى ترسله إيران إلى فنزويلا، حمل ما بين 190 ألف إلى 345 ألف برميل.
وبالرغم من وضوح التضامن السياسي، إذ من المقرر أن يزور مادورو طهران قريبا "ليشكر الشعب"، لم يتسن لرويترز تحديد التفاصيل المالية لتجارة إيران مع فنزويلا.
لكن بحسب رئيس إحدى شركات تجارة المنتجات النفطية فى طهران، فإن الصفقة قد تساعد إيران على إيقاف خسائر محتملة فى جانب الإنتاج من وصول طاقة التخزين إلى منتهاها.
وقال "فى كل يوم تغلق فيه مصفاة، ستكون الخسارة أكبر بكثير من تصدير البنزين بسعر زهيد إلى فنزويلا"، ولا تخفى طهران تجارتها مع كراكاس.
وعلى العكس من أغلب الناقلات الإيرانية التى توقف عمل أجهزة الإرسال والاستقبال للشحنات التى تلتف على العقوبات الأمريكية، أبقت السفن الخمس التى وصلت إلى فنزويلا على نظامها الآلى لتحديد الهوية فى وضع التشغيل.
وفى العامين الماضيين، انسحب ترامب من اتفاق نووى وأعاد فرض عقوبات على قطاعى الطاقة والخدمات المصرفية الإيرانيين إضافة إلى الحرس الثوري.