هل تخيلت من قبل شكل النبى داود عليه السلام، كيف كانت هيئته، لقد تحدث السابقون فى هذا الأمر، حتى فى التراث الإسلامى، فماذا قالوا؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة داود وما كان فى أيامه وذكر فضائله وشمائله ودلائل نبوته وإعلامه
هو داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عويناذب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه، وخليفته فى أرض بيت المقدس.
قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: كان داود عليه السلام قصيرا، أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب ونقيه، تقدم أنه لما قتل جالوت، وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر، فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم، فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك إلى داود عليه السلام، وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون فى سبط، والنبوة فى آخر، فاجتمع فى داود هذا وهذا.
كما قال تعالى: "وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ" أي: لولا إقامة الملوك حكاما على الناس، لأكل قوى الناس ضعيفهم، ولهذا جاء فى بعض الآثار:
السلطان ظل الله فى أرضه.
وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان: إن الله ليزغ بالسلطان ما لا يزغ بالقرآن.
وقد ذكر ابن جرير فى تاريخه أن جالوت لما بارز طالوت فقال له: اخرج إلى وأخرج إليك، فندب طالوت الناس فانتدب داود فقتل جالوت.
قال وهب بن منبه: فمال الناس إلى داود، حتى لم يكن لطالوت ذكر، وخلعوا طالوت وولوا عليهم داود. وقيل: إن ذلك كان عن أمر شمويل حتى قال بعضهم أنه ولاه قبل الوقعة.
قال ابن جرير، والذى عليه الجمهور: أنه إنما ولى ذلك بعد قتل جالوت، والله أعلم.
وروى ابن عساكر، عن سعيد بن عبد العزيز: أن قتله جالوت كان عند قصر أم حكيم، وأن النهر الذى هناك هو المذكور فى الآية، فالله أعلم.
وقال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلا يَا جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [سبأ: 10-11] .
وقال تعالى: "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ" [الأنبياء: 79] أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء، وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها فقال: { وَقَدِّرْ فِى السَّرْدِ } أي: لا تدق المسمار فيفلق، ولا تغلظه فيفصم، قاله مجاهد، وقتادة، والحكم، وعكرمة.
قال الحسن البصري، وقتادة، والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة.
قال قتادة: فكان أول من عمل الدروع من زرد، وإنما كانت قبل ذلك من صفائح.
قال ابن شوذب: كان يعمل كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم، وقد ثبت فى الحديث:
"أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبى الله داود كان يأكل من كسب يده".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة