قدم متحف الفنون الجميلة، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، أهم مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية فى (متحف أون لاين)، وذلك لدعوة المواطنين لضرورة المكوث فى البيت، من خلال صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، قائلاً: "خليك فى بيتك وهنجيبلك المتحف لغاية عندك"، من أجل التصدى لفيروس كورونا، ويأتى ذلك ضمن المبادرة التى أطلقتها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة "خليك فى البيت.. الثقافة بين ايديك"، ومن ضمن المعروضات التى قدمها متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، لوحات للفنان سعيد العدوى.
من أعمال سعيد العدوى
سعيد العدوى فنان سكندرى استثنائى، ولد بالإسكندرية العريقة بحى بحرى فى عام 1938، تخرج بالدفعة الأولى بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962أسّس مع صديقَيه محمود عبدالله ومصطفى عبد المعطى "جماعة التجريبيين" حيث كانت أول معارضهم عام 1965وآخرها عام1970.
من أعمال سعيد العدوى
تخرج بقسم التصميمات المطبوعة، وبرع فى الطبعة الفنية والتصوير والرسم، وكان مؤمناً بأن إسكتش الرسم السريع عملاً مكتملاً فى ذاته. تتلمذ على يد الأساتذة: حامد ندا وعبدالله جوهر وماهر رائف وغيرهم. حصل على الماجستير فى عام1972
من أعمال سعيد العدوى
أعمال العدوى التجريدية التجريبية تروق للعامة، تَنفذ للوجدان بسهولة ويسر، فهو معجون بالمصرية الخالصة وكذلك شخوصه وأشكاله. فبيئة أعماله الشعبية ومفرداته التى استقاها من حُضن البيئة المصرية، أعطته تفرده وجعلته شديد التميز بين أقرانه، وخلقت منه مبدعاً قليلاً ما يمتلك مبدعاً آخر نفس أدواته. فاستطاع بتمكُّن واقتدار أن يخلق لنفسه مكانة بارزة فى ذاكرة الفن المصرى الحديث.
من أعمال سعيد العدوى
سافر العدوى بمفرداته وخطوطه وخياله البِكر إلى منطقة نائية لم تطأها قدم مبدع قبله، لكنها أصبحت فيما بعد موطئاً لأقدام كل من غاص فى عالمه ليخرج مفردات جديدة مُقلداً تارة، ومتأثراً تارةً أخرى. ولكن فى هذا العالم الأسطورى الغريب يظل العدوى وحده هو واضع حجر الأساس، ربما كانت حياته القصيرة، وحياته الفنية القصيرة جداً، دافعاً له لكى يكون من أكثر الفنانين غزارةً فى الإنتاج، وكأنه كان يعلم قرب أجله، فسابَقَ الزمن لكى يترك لنا إرثاً نشأت على أثره أجيال وأجيال.
من أعمال سعيد العدوى
يجنح البعض بخياله لو أن القدر قد أمهل العدوى عمراً أطول، هل كانت ستنضج تجربته أكثر؟ ورأيى أنه "لا"، فتجربة العدوى مكتملة بذاتها، قصيرة فى مدة خلقها، ممتدة لأبعد ما نتصور. فالتجربة مكتملة إكتمال تجربة سيد درويش فى الموسيقى بالرغم من مدة حياته الوجيزة. فكلاهما ترك لنا أثراً لم يتركه أقرانهما فى عشرات السنين.
طغت على أعماله لمحة شديدة الحزن، وهذا ليس بالأمر المستغرب، فقد قضى أكثر من نصف عمره الفنى بين هزيمة 67 وحرب الإستنزاف، وهى الفترة التى كانت مرارة الهزيمة تعم كل أرجاء مصر. فقضى العدوى ستة سنوات فى مرارة الهزيمة، ليمهله القدر فقط ستة أيام فى نشوة الانتصار، ظلمته الحياة بمنحه إحدى عشر عاماً فقط هى عمره الفنى، وظلمه الموت أيضاً ليرحل فجأة فى الثالث عشر من أكتوبر عام 1973 فى خِضم فرحة المصريين بإنتصار أكتوبر المجيد. ليحتفظ القدر لمحبيه بمشهد أكثر قساوة بين فرحة النصر ووحشة الفراق، رحل العدوى فى صمت تاركاً الكثير، تاركاً غصة فى قلب محبيه لرحيله المباغت والمبكر، تاركاً خسارة كبيرة للمشهد التشكيلى المصري، تاركاً إرثاً ثقافياً وتشكيلياً سيقف عنده التاريخ كثيراً.
وأكد متحف الفنون الجميلة، أن الصور المرفقة، أول عملين من مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، كل الشكر للدكتور حسام رشوان لإمدادنا بباقى صور الأعمال.