بدا أن إعلان الدولة تحمل وتبنى فكرة عودة النشاط الرياضى وعلى رأسه دورى كرة القدم، هيأ للأندية أنها أمام فانوس سحرى ، تطلب ماتشاء ليلبى لها فى الفور الطلبات.. وهو منطق غير مقبول أن يكون هو وسيلة التعامل فى الظروف الحالية.. اذ يحتاج الأمر التضافر وليس التنافر، التوافق وليس الشتات، حتى تعود الحياة كما كانت قبل جائحة كورونا.
*الدولة تقوم بدورها الأكمل فى محاولة عودة النشاط ومنحت تطمينات بالجملة للأندية عن طريق اتحاد الكرة على كل المستويات المادية والطبية، فما من مشكلة عرضتها الأندية خلال اجتماعاتها مع اللجنة الخماسية على مدار الأيام الثلاث الماضية، إلا وقوبلت بصدر رحب مع التعهد ببذل محاولة للحل فى سبيل تذليل العقبات.. وفى ذلك أمثلة كثيرة ؟.
*الدولة تعهدت بتحمل تكاليف مسحات اللاعبين ولكل عناصر اللعبة فى كل الأندية والإجراءات الاحترازية مع إقامة المباريات، على أن تتحمل الأندية فقط قيمة المسحات خلال شهر الإعداد لاستئناف النشاط وتكلفتها 650 ألف جنيه لكل ناد، وهو مبلغ إذا اعتبره البعض كبيرا ، فعليهم أن يعلموا الدولة ستتحمل أضعاف أضعافه مع استئناف الدورى كقيمة للمسحات التى ستجرى مرتين لكل فرد بأى فريق قبل أى مباراة، ولن تكون هناك أى أعباء مالية على الأندية تماما.
*الدولة تعهدت بحل المشكلة التى عرضتها الأندية بخصوص اللاعبين الأجانب المتواجدين خارج مصر فى الوقت الحالى، وتم التعهد من جانب اتحاد الكرة بإعادتهم سريعا حتى ينضموا لتدريبات أنديتهم عبر التنسيق مع وزارة الطيران المدنى.
وإذا ا كانت الدولة تدخلت وبكل قوة ماديا ووقائيا، فماذا عليها أن تفعل فنيا ؟ .. أقصد هنا محاولة بعض الأندية مواصلة تصدير الأزمات عندما لم تجد حجج كافية اعتراضا على عودة الدورى، لذا لجأت إلى فكرة أن فترة الإعداد لعودة الدورى ليست كافية .. وهى حجة فارغة تماما ، خصوصا أن التجهيز يزيد عن شهر كامل – من 25 يونيو حتى أول أغسطس - وعلي الجميع التأقلم مع الأحداث والظروف تطبيقا لرؤى فيلسوف التدريب جوارديولا عندما سئل عن استعداداته قبل أول مباراة لفريقه مانشستر سيتى أمام أرسنال الأربعاء مع بداية عودة الدوري الإنجليزي، قال أنه استأنف التدريبات منذ ثلاثة أسابيع فقط وهى فترة غير كافية بالتأكيد لتجهيز اللاعبين بعد فترة التوقف الطويلة .. لكنه فى باقى حديثه أعطى المثل الصحيح عندما شدد على أن الأمر لا يعنيه بشكل كبير وليس مهما فترة التدريب وعلى الجميع ضرورة التأقلم على أى ظروف فى سبيل عودة النشاط.. وهى رسالة هامة من مدرب عالمى للمدربين المصريين المحتجين على قلة فترة الإعداد لعلهم يشاركون بدور إيجابي فى سبيل عودة الحياة لطبيعتها وفى مقدمتها كرة القدم.