"لا لأخونة وزارة الثقافة" تحت هذا الشعار اصطف جموع المثقفين ضد حكم المرشد وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، قبل ثورة 30 يونيو بأيام قليلة، وبعد ساعات من تعيين علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة، وإنهاء خدمة عدد من قيادات الوزارة البارزة، مما أثار غضب جموع المثقفين المصريين، واعتبروها خطوة لأخونة الوزارة المسئولة عن الفعاليات الفنية والثقافية، والتى ترفض أغلبها الجماعة الأصولية.
وكانت وزارة الثقافة شهدت فى الأسابيع الأخيرة من حكم الجماعة الإرهابية، حالة من التوتر إثر اتخاذ وزير الثقافة الأسبق، والمنتمي للجماعة الإرهابية "علاء عبد العزيز"عدة قرارات، بإنهاء ندب قيادات بارزة منها الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، والفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا وقتها، واختيار بدلاء لهم منتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بعد مرور أقل من شهر على اختياره وزيرا للثقافة.
وكان اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة، قبل انطلاق ثورة 30 يونيو بعدة أيام فى عام 2013، بمثابة الشرارة الأولى لإرهاصات الثورة المصرية التى قام بها الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، ووقفت بجانبه القوات المسلحة، ويعتبر هذا الحدث من الأحداث البارزة فى تاريخ الثقافة المصرية، فجميع المثقفين كبارًا وشبابًا على مختلف التوجهات تجمعوا فى منطقة واحدة.
الغريب أن هذا الجمع الكبير من كبار المثقفين واجهه الوزير الإخوانى بتصريح أكثر غرابة، حين قال "المعتصمين بالوزارة لا يمثلون مثقفي مصر"، وكأن الوزير الإخوانى لا يعرف رموز بلده الفنية الثقافية، فالاعتصام الذى جاء ضده وضد جماعته ضم كبار المثقفين الذين مثلوا الهوية الثقافية المصرية فى العقود الأخيرة، من بينهم الشاعر الكبير سيد حجاب، والأديبة الكبيرة فتحية العسال، الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، الأديب الراحل جمال الغيطانى، بجانب الفنان الكبير المخرج جلال الشرقاوى، والفنانة القديرة سهير المرشدى، والفنانة القديرة رجاء الجداوى، وكان شعلة الحماس الذى قادت المئات من مثقفى مصر تواجد الأديب الكبير بهاء طاهر.
الاعتصام أيضا شارك فيه عدد من النجوم المهتمين بالشأن الثقافى والفنى المصرى، والذين جاؤوا للمشاركة ضد إخونة الوزارة مثل النجمة يسرا، والنجمة إلهام شاهين، والفنان محمود قابيل، والنجم كريم عبد العزيز، والنجم أحمد حلمى، والنجم هانى رمزى، وغيرهم ممن شاركوا جموع الشعب المصرى سخطهم من حكم الرئيس المعزول وجماعة الإخوان الإرهابية.
الاعتصام لم يأت وليد الصدفة أو لمجرد التخلص من وزير إخوانى لا يعلم شيئا عن الثقافة المصرية، بل جاء نتيجة استشعار المثقيون بأن التغييرات تحمل الكثير من التعسف حتى وصلت لرئيس دار الأوبرا وقتها، الدكتورة إيناس عبد الدايم، بالإضافة إلى محاولات مستميتة لوقف عروض الباليه بالأوبرا، مما أثار حفيظة فناني الأوبرا، وجعلهم شرارة تضىء طريق المثقفين لتصل بهم إلى مقر وزارة الثقافة ليبدأو في اعتصام شرارته أضاءت طريق الثورة على حكم الإخوان في 30 يونيو.
وظل الاعتصام مستمر حتى 30 يونيو 2013 ، ولم يصبح الاعتصام لإقالة وزير ثقافة الإخوان بل تحول لثورة ضد حكم الإخوان في مصر استطاع المثقفين خلالها إنارة طريق الحق أمام الشعب المصري لوقفتهم لأول مرة يدا واحدة لمحاربة التطرف والإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة