بين رفع إجراءات العزل والإبقاء عليها شهدت العديد من الدول الأفريقية قرارات متضاربة خوفا من تفشي فيروس كورونا في حال عودة الحياة لطبيعتها وخاصة في الدول التي تعاني من ضعف بالأنظمة الصحية.
وفي بعض الدول تراجعت الحكومات عن قرار تخفيف الإجراءات فيما قامت أخرى بإعادة تقييم أوضاعها، وذلك بعد أن تخطت أعدادا الإصابات 147 ألف إصابة ووصلت الوفيات إلى 4229 حالة.
ففي جنوب أفريقيا كان من المقرر أن يتم فتح المدارس اليوم الاثنين إلا أن الحكومة أعادت النظر في قرارها بإرجاء استئناف العملية التعليمية حتى 8 يونيو، وذلك بعدما أكدت وزارة التعليم عدم جاهزية عددا كبيرا من المدارس لاستقبال التلاميذ في ظل استمرار انتشاء الوباء، في وقت دعت فيه نقابات المعلمين إلى المزيد من التأني.
ومن جانبها رفضت الأحزاب المعارضة في جنوب افريقيا منها حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية قرارات الدولة بعودة المدارس وتخفيف الإجراءات وقال الحزب " أن السلطات تقوم بالتضحية بالفقراء والعاملين المعرضين للإصابة بالفيروس لصالح النخبة" ، كما انتقد المعارضة" إعادة فتح الكنائس وأماكن أخرى للعبادة إذا كان يقتصر عدد المصلين بها على 50 شخصا".
جاء ذلك على خلفية قرارات الحكومة في جنوب افريقيا في محاولة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال التخفيف الجزئي لإجراءات العزل العام المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، فأتاحت للمواطنين الخروج للعمل والعبادة والتسوق، كما سمحت للمناجم والمصانع بالعمل بكامل طاقتهم. وفق رويترز
ومن جنوب أفريقيا إلى أوغندا، لا يزال الارتباك حاضرا والسبب وباء كورونا، فالبلد الأفريقي البالغ تعداده أكثر من 45 مليون نسمة، شهد حتى الآن إصابة 417 شخصاً الوباء، بعد ظهور أول حالة فى مارس الماضي.
وتسببت القيود المفروضة على الحركة وتعليق حركة النقل وحظر التجول الليلي وغير ذلك من التدابير الوقائية في حالة استثنائية للدولة وفقدان العديد من الأهالي مصادر رزقهم وخاصة اللاجئين حيث تستضيف أوغندا 1.4 مليون لاجئ يعيش أكثر من 80 ألف منهم ويعملون في كمبالا.
حالة القلق التي تنتاب البلاد، ألقت بظلالها على سيناريوهات العودة وسط غموض تام بشأن موعد فتح الاقتصاد وعودة العمل داخل الشركات، في وقت يرى مراقبون أن تلك الحالة ستمتد لتشمل العملية السياسية داخل البلاد، وسط شكوك فى عدم قدرة أوغندا على الانتخابات الرئاسية المقرر انطلاقها مطلع العام المقبل.
وفى نيجيريا على الرغم من كونها من أكثر الدول تأثرا في غرب أفريقيا بالجائحة ووصول عدد الإصابات إلى 10 الاف و162 إصابة ووفاة 287 حالة إلا أن الدولة بدأت منذ منتصف الشهر الماضي في تخفيف إجراءات الاغلاق وخاصة في المدن الكبرى ابوجا ولاجوس واوجون وازدحمت شوارع لاجوس الساحلية.
وسمحت السلطات للشركات والأعمال بالعودة للعمل بشرط أن تطهر مكاتبها وأن تتيح تباعدا اجتماعيا ومطهرات للأيدي. أما المدارس ودور العبادة فقد بقيت مغلقة بينما تعمل المطاعم على تسليم الطلبات فقط. كما أُلغيت كل الأحداث الثقافية.
وفى رواندا تسببت أول حالة وفاة بفيروس كورونا التي تم الإعلان عنها منذ 3 أيام في إعادة نظر شاملة لخطط فتح البلاد، حيث أعلنت الحكومة وفاة سائق شاحنة رواندية يبلغ من العمر 65 عامًا أصيب بالمرض أثناء وجوده في بيناكو بتنزانيا. وعاد إلى رواندا في 28 مايو في حالة حرجة.
وأعلنت الحكومة الرواندية أنه بعد إعادة التقييم، سيظل النقل بين المقاطعات ومدينة كيجالي، بالإضافة إلى خدمات سيارات الركاب، مغلقًا حتى إشعار آخر لصالح الصحة العامة.
وجاء في تغريده من مكتب رئيس الوزراء الرواندي على موقع تويتر: "سيتم الإعلان عن إجراءات أخرى لمواجهة كوفيد 19 من قبل مجلس الوزراء يوم الثلاثاء 2 يونيو".
وكان من المفترض أن يستأنف السفر داخل المقاطعة، بما في ذلك الدخول إلى العاصمة كيجالي وخارجها، بعد انقطاع استمر أكثر من شهرين. وتقول التقارير أن مشغلي سيارات الأجرة للدراجات النارية، والذين يقدر عددهم بنحو 50 ألف، كان من المقرر أن يعودوا إلى الطرق للعمل إلا أن الدولة أعادت النظر في قرارها لحين إشعار آخر .