وأضاف أن اللجنة قبل انتشار وباء كورونا كانت تعقد بشكل يومى فى مختلف القرى والمراكز والنجوع، حيث يتم دعوة اللجنة من جانب المتنازعين الذين يلجأون إلى القضاء العرفى لحل النزاعات القائمة، والارتضاء بحكم اللجنة والذين يكون ملزما لجميع الأطرف.
وأوضح" الشرقاوي" أن أحكام اللجان العرفية ساهمت كثيرا فى حقن الدماء ونبذ الخلاف والكراهية بين طرفى النزاع، حيث تنهى اللجنة الخلاف خلال الجلسة والتى يمكن أن تستغرق الجلسة الواحدة وقتا كثيرا، ولكن لها آثرا إيجابيا فى التصالح بين المتخاصمين وإنهاء الخلاف بينهما، مشيرا إلى أن المتنازعين يفضلون اللجوء اللجان العرفية والارتضاء بحكمها والذى يكون فيه نوعا من الرأفة فى الأحكام التى ترضى الطرفين عكس أحكام القضاء التى يصدر فيها القاضى حكمه ويكون حكما نافذا لا رجعة فيه.
وأشار إلى أن اللجنة العرفية واجهت مئات المشاكل فى قضايا المشاجرات والقتل والخلافات الأسرية والعائلية وقضايا الدم وقضايا المواريث، مؤكدا أن خلافات المواريث عدد لا حصر له من القضايا التى تنظرها اللجنة باستمرار.
وأكد، الوازع الدينى يكاد يكون معدوما بين المتنازعين ودائما ما نقول للمتنازعين بالعودة إلى الله والالتزام بنهج القرآن وسنة الرسول صل الله عليه وسلم فلن يواجه أحد مشاكل.
وأوضح أن أصعب القضايا التى تواجه اللجنة هى قضايا المواريث خاصة وأن هناك بعض اطراف النزاع الذى يحاول التعدى على ميراث الطرف الثانى بدون وجه حق، منها قضية مواريث تداولت فى المحاكم على مدار 35 عاما، لأسرة مكونة من 6 ذكور رفضوا إعطاء شقيقتهم الوحيدة ورثها، ولجأ طرفى النزاع فى هذه القضية إلى لجنة المصالحات، واستغرقت هذه القضايا عدد كبير من الجلسات العرفية، وفى النهاية ومع اقتراب الفصل فى القضية قضائيا، شعر اشقاء هذه السيدة بالقلق خوفا من التعرض للسجن واضطروا فى النهاية الانصياع لحكم اللجنة وتسليم شقيقتهم حقها الشرعى فى الميراث.
وعن الدية فى القضايا أكد رئيس لجنة المصالحات العرفية بالسنطة أن أعلى ديه تم دفعها فى قضايا الدم كانت مليون و300ألف جنيه، أما قضايا حوادث الطرق والحوادث المختلفة تتراوح مابين 50 لـ 200 ألف جنيه، أما ديه القتل فتكون عاليه لحقن الدماء.
وأكد أن الشق الأساسى فى القضايا العرفية إرضاء الطرفين وحل النزاع بينهم وحقن الدماء وعوده الحياه لطبيعتها بينهم مرة أخرى، خاصة وان نظر القضايا أمام القضاء لا يلتفت فيها القاضى إلا للأوراق الخاصة بكل قضية ويصدر حكمه بناء على ما رود بالأوراق، وبالتالى فحكمه يكون صارما ويسرى على الطرفين، وعليه فسيكون الخلاف مستمرا بين الطرفين، أما فى جلسات المصالحات العرفية فنسعى بما اوتينا من قوة للصلح بين المتخاصمين ونبذ الخلاف بينهم حقنا للدماء.