لو أقدمت على البحث فى أرشيف الصحف المصرية للشهور السابقة على سقوط محمد مرسى يوم 30 يونيو 2013 عن مسألة واحدة وهى، كم الفتاوى والآراء الدينية التى أعلنتها جماعة الإخوان الإرهابية ومثيلتها فى الحشد لانتخاب مرسى ومواجهة المعارضة له بعد نجاحه، ستحمد الله على نجاة مصر من حكم هذه الجماعة، لكنك ستجد سؤالا مطروحا عليك وهو :"ماذا لو بقيت هذه الجماعة فترة أطول فى حكم مصر ببرلمان تملك أغلبيته، وبمؤسسات تسعى إلى أخونتها، وبمندوب لها يجلس على كرسى الرئاسة وأنزل عليه رجاله صفات ربانية تجعل كل من يوجه إليه كلمة نقد واحدة كافرا وخارج ملة الإسلام.
لن نحتاج فى البحث عن إجابة على هذا السؤال إلى خبراء ومحللين يدلون بدلوهم، يكفينا فقط أن نأتى بعينة من نصوص فتاويهم وآرائهم بكل ما فيها من خزعبلات ولعب على المشاعر الدينية لاستثارة البسطاء من الناس، ثم نتوقع الطريقة الداعشية التى كانوا سيتعاملون بها مع مخالفيهم فى حال لو نجحوا فى تمكنهم من مؤسسات الدولة.
خذ مثلا، فى يوم 11 مايو 2012 وفى جريدة "المصرى اليوم" أفتى محمد عبدالله سياف عضو مجلس شورى الإخوان بأن دعم المرشح الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة فريضة إسلامية يجب على الجميع المشاركة فيها.. فى نفس اليوم وعلى موقع "اليوم السابع" نقرأ تقريرا عن عقد الجماعة مؤتمرا فى نادى بلدية المحلة حضره المرشد العام محمد بديع شبه فيه محمد مرسى بأبى بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين، وقال أن المسلمين بايعوا "أبابكر المصريين مرسي"، وفى نفس المؤتمر قال صفوت حجازي:"رئيس مصر المقبل مكتوب فى اللوح المحفوظ، قبل أن تخلق البشرية كلها".
فى نفس اليوم "11 مايو" شهدت مدينة الإسكندرية مؤتمرا جماهيريا لدعم ترشيح مرسى، وكان محمد عبد المقصود نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح متحدثا رئيسيا فيه، وقال :"الرئيس الذى نصفه إسلامى ونصفع الآخر ليبرالي(يقصد عبد المنعم أبو الفتوح) لا ينجينا يوم القيامة، ولا يوجد اختيار الأشخاص فى الشريعة الإسلامية على أساس الجماهيرية، وإذا أسندت الرئاسة لغير أهلها "محمد مرسي" فانتظروا الساعة".. عبد المقصود نفسه وأمام مؤتمر "نصرة سوريا "ووفقا لجريدة الشروق فى عددها يوم 17 يونيو 2013 قال:" المعارضون للرئيس مرسى كفرة وأعداء الإسلام".
فى يوم 12 مايو 2012 وعلى موقع "إخوان أون لاين" أفتى دكتور منير جمعة عضو الجماعة، بعدم جواز التصويت لمرشحى الفلول فى انتخابات الرئاسة، فالتصويت للفلول بمثابة تعاون معهم على الإثم والعدوان وركون للظالمين، وخذلان للصادقين، وتضييع للأمانة وخداع فى الشهادة وكتمان للحق وإظهار للباطل وذلك هو الفساد فى الأرض.
فى يوم 26 مايو 2013 كتبت جريدة الشروق تقريرا بعنوان "عبد الرحمن البر: مرسى هو محمد الثالث الذى سيحرر القدس"، وأضافت فى تقريرها:"قال عبد الرحمن البر عضو مكتب الإرشاد والمعروف بمفتى الجماعة أن عرافا يهوديا تنبأ فى عهد جمال عبد الناصر بأنه سيتعاقب على حكم مصر ثلاثة رؤساء باسم محمد، وأن محمد الثالث هو من سيحرر المسجد الأقصى، والمقصود هو محمد مرسى، بينما كان الرئيس الأول السادات والثانى حسنى مبارك".
فى 21 يونيو 2013، جاء فى جريدة الوطن، أن الرئيس محمد مرسى يصلى إماما بالنبى عليه الصلاة والسلام، وقالت الجريدة أن هذا العنوان كان أكثر انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعى خلال محاضرة ألقاها الدكتور جمال عبد الهادى شارحا للرؤية التى رآها فى منامه، والتى تجمع الرسول الكريم بالرئيس محمد مرسى، فى مجلس جميع بين الاثنين، وحان وقت الصلاة، فقدم الناس رسول الله من أجل الصلاة إماما، إلا أنه فجأة قال عليه السلام :"بل يصلى بكم محمد مرسي"، وبمجرد انتهاء جمال عبد الهادى من حكى المنام رج التكبير أرجاء المسجد الكائن بمنطقة الجيزة.
هكذا لم تتورع" الجماعة" فى تسخير الدين والكذب باسمه لصالح أهدافها الدنيئة، وهو أسلوب تعودت عليه طوال تاريخها، وأغرتها لعبة الانتخابات التى خاضتها من قبل وفازت فيها حيث كان ضلال شعاراتها سلاحا سريا وعلنيا لها، حتى تأكد المصريون من وجهها الإرهابى فثاروا ضدها فى 30 يونيو 2013
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة