ورجحت منظمة العمل الدولية (ILO) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF) - في تقرير مشترك صدر أخيراً تحت عنوان "كوفيد-19 وعمالة الأطفال: في زمن الأزمة" - أن تتسبب الجائحة العالمية في قلب عقارب الساعة والقضاء على ما تحقق على مدى عقود من التقدم والجهود الرامية إلى تقليص أعداد عمالة الأطفال. وكانت منظمة العمل قالت، إنه على مدى العشرين عاماً الماضية تناقصت أعداد عمالة الأطفال بنحو 94 مليون طفل .
كانت الأرقام الأخيرة الصادرة عن عمالة الأطفال في العالم سجلت 152 مليوناً؛ من بينهم النصف تقريباً أطفال ينخرطون في أعمال ووظائف خطرة وتسبب أضراراً بدنية ونفسية للأطفال وتؤثر على نمط معيشتهم ومستقبلهم، ومن بينها وظائف في قطاعات الزراعة والمناجم والتشييد والتصنيع وبعض القطاعات المحلية .

ولفت التقرير إلى أنه من المرجح أن تدفع أوضاع الأسر المتردية جراء الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها سياسات الإغلاق بسبب وباء كورونا، أولياء الأمور إلى إجبار المزيد من الأطفال إلى الخروج إلى العمل.

وينتقل الباحث البارز في منظمة العمل الدولية، لورينزو جوارسيلو ، إلى جانب آخر من القضية بالقول إن هناك أدلة متنامية بأن عمالة الأطفال في تصاعد مع استمرار إغلاق المدارس بسبب الوباء، والعديد من أولئك الذين لا يذهبوا إلى المدارس من المرجح أن يرغموا على الانخراط في أعمال استغلالية وخطرة .

وأضاف أن " الأسر ترسل أطفالها لبيع الأطعمة والورود في الطرقات والشوارع ، وبذلك، فهم بدأوا مسيرتهم في العمل ويصبحون أكثر عرضة لظروف خطرة نظراً لزيادة، أو احتمال زيادة، انخراطهم في القطاع غير الرسمي ." 
وأشار جوارسيلو إلى أن أفريقيا لديها فعلياً أكبر عدد لعمالة الأطفال على مستوى العالم، فمن بين 72 مليون طفل عامل، هناك 5ر31 مليون طفل يشتغلون في أعمال خطرة، معظمهم في القطاع الزراعي، مؤكداً "نعلم أن العمل في الزراعة يعرض الأطفال لظروف خطرة؛ العمل لساعات طويلة، والتعرض لحرارة الطقس طوال اليوم، واستخدام آلات خطرة، وغيرها من الظروف " .

ومن بين التوصيات التي شدد عليها التقرير الأممي المشترك ، ضرورة توفير الدولة للحماية الاجتماعية الشاملة بزيادة قدرة العائلات والأسر الفقيرة إلى الائتمان لمواجهة تهديدات عمالة الأطفال.