نشاهد اليوم لوحة "تاجر السلاح" لـ الفنان البريطانى تشارلز روبرتسون الذى عاش فى الفترة بين عامى (1844-1891) وفيها يرصد أحد وجوه أسواق القاهرة فى البيع والشراء، التى لا نعرفها جميعا، بل لها تاجرها الخاص وزبونها الخاص أيضا.
فى اللوحة نرى تاجر السلاح جالسا فى يده "سيف" وعلى وجهه ملامح الغضب والجدية كما يليق بتاجر سلاح ينتظر زبائن معينة من وجهاء القوم أو القتلة أو الراغبين فى حماية أنفسهم أو المجبرين على شراء الأسلحة أو المتاجرين فى هذه السلعة، ومعلق خلفه العديد من الأسلحة مختلفة الأشكال، مسدسات وسيوف وبنادق.
وفى اللوحة نرى أحد الرجال "يعاين" سيفا أعجبه، ينظر إليه بتمعن قبل أن يشتريه، وقد حرص الفنان البريطانى ألا يظهر لنا وجه الرجل الشارى، فى لمحة درامية، تمنحنا الكثير من الغموض حول الشخصية.
لا أعتقد فى تلك الفترة الزمنية، وهى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، كانت توجد قوانين فى القاهرة تنظم عملية بيع الأسلحة، بالطبع أساتذة التاريخ يعرفون أكثر حول هذه الجزئية، وحتما تعرضوا لها فى كتبهم.
والملاحظ فى هذه اللوحة الجمال الذى نجده فى الأسلحة، إنها ليست مجرد أدوات قتل معلقة على حائط، وليست مجرد وسيلة للحماية من المخاطر ومواجهة المجرمين، إنها قطع فنية فى حد ذاتها كل قطعة وراءها لمسة فنية من مبدع.
ويبدو أن تشارلز روبرتسون كان مفتونا بالدكاكين الشرقية وبأجوائها وقد قدمها فى أكثر من لوحة عرضنا لبعضها من قبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة