فى دقائق قليلة إنقلب حال السوشيال ميديا، وتبدلت المواضيع والأخبار ولا مجال للحديث غير الإعلان الأخير لمعالى رئيس الوزراء، لا صوت يعلو فوق صوت البهجة.
مئات الأصابع هرولت تكتب معبرة عن فرحتها لعودة الحياة لطبيعتها بشكل كبير، عودة المساجد والمقاهى والمطاعم والنوادى والسينما.
لوهلة شعرت أن الجميع يصيح ببهجة ويبدأ مسرعاً فى إرتداء ملابس العيد وأكاد أجزم أنى سمعت صوت يشبه صوت ضجيج الأطفال المبهج صباح يوم العيد
أن تخرج كل هذه البهجة من شفاة رجل رزين وهادئ بحجم معالى الدكتور مصطفى مدبولى، لهو أمر جلل يحمل ملايين التعبيرات والمعانى عن قيمة الحرية.
قيمة الحياة بصخبها وبهجتها وطبيعتها التى غادرتنا وغادرناها لشهور.
الكل ينتظر بلهفة يوم السبت القادم ويعد نفسه لما يشتاق.
والدى أخبرنى انه كاد أن يبكى فور سماعه الأخبار والعودة للصلاة بالمسجد القريب من بيتنا، وخطواته الخاشعة وهو فى طريقه للمسجد ونسيم الشروق وهو عائد من صلاة الفجر يمسك بسبحته، يحمد الله على شروق يوم جديد وفرصة جديدة للأمل والحياة.
كل أصدقائى بلا إستثناء عبروا عن فرحتهم بالعودة للنادى والمقهى ولقاء الأصدقاء.
الفرحة واضحة عارمة إنطلقت بلا مراجعة بمنتهى الصدق من القلوب، لا شئ أقسى من العزلة والإنزواء، لا شئ يضاهى ويعادل الحرية والإنطلاق.
دقائق فصلت بين كلمات رئيس الوزراء وبين وضوح تلك القيمة العظيمة، البهجة والأمل أقوى بكثير من الخوف والفزع.
حقاً وصدقاً الأمل يغلب الخوف ويُعلن إنتصار الرغبة بالحياة.
صرخ الطفل بداخلنا فرحاً وقفز وهو يصيح بسعادة معبراً عن الخروج من القوقعة وإستنشاق نسيم الحياة.
رهان على وعى ورهان على إعتدال السلوك والأخذ بالحرص والحذر حتى ينتهى ويرحل هذا الوباء.
لكنى أراه رهاناً على الرغبة بالحياة والتمسك بها، والعزم على الإمساك بيد الحرية والأمل فى النجاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة