قال الدكتور أحمد المفتى الخبير القانونى السودانى ، إنه بعد اكثر من 8 سنوات من المفاوضات فى قضية سد النهضة، أعتقد ان المفاوضات قد استنفذت أغراضها ، ولم تعد اكثر من محفل ، تعيد فيه كل دولة تكرار مواقفها ، ولذلك استغرب كثيرا من الدعوة للعودة لطاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها ،حيث ان الوسيط الأمريكي قد فعل نفس الشئ في نهاية العام 2019 ، ولم يحقق أي اختراق .
وأضاف المفتى لـ " اليوم السابع"، أنه بسبب ذلك الفشل، لم تجد الحكومة السودانية ، أمامها، سوي اللجوء لمجلس الأمن الدولى، ولكنها تخلت عن ذلك الآن، بل أصبحت تلوم مصر ، علي اللجوء إلي مجلس الأمن ، وأصبح وزير الري السوداني يصدر ، بيانات رسمية تؤكد بأن المفاوضات قد حلت نسبة 95% من الخلافات ، ولكن قعقعة السلاح ، التي نسمعها ، وإعلان إثيوبيا أن ذلك غير ملزم ، ينفي ذلك ، بل إن تلك البيانات ، تعطي صورة وردية، لا تساعد علي إضطلاع المجتمع الدولي بدوره ، في مساعدة الأطراف لحل خلافاتها ، والتي لن يحلها تصريح بأن الامور تسير علي مايرام .
وأوضح المفتى، أنه ينبغي أن تعي كل الأطراف ، أن الحل غير التوافقي ، لن يكون مستداما Not sustainable، وأن أفلحت احدي الدول الثلاثة في فرضه ، ولذلك لابد من التفكير خارج الصندوق ، والبحث في ماضي المفاوضات بين دول حوض النيل (Entebbee Process ) , لاستخدام ما تم الاتفاق عليه ، وهو كثير جدا ، لـ" تكملة " complement ، المفاوضات الحالية ، بدل اللف والدوران ، في دائرة مفرغة .
وقال المفتى قدمت في الأسبوع الأول من العام 2012 ، وفي اجتماع وزراء دول حوض النيل ، في رواندا ، مقترحا لتجاوز الخلافات البسيطة حول اتفاقية عنتبي Entebbee ، ولقد قبلت كل دول حوض النيل مناقشته في اجتماع فوق العادة Extra - Ordinary , ولكن انشغلت الدول الثلاثة ، بمفاوضات سد النهضة ، ونسيا أمر تكملة مسار عنتيبى ، من دون أن يكون لاي منها أي تحفظ ، ولذلك أسسنا مقترحنا علي مسار عنتبي ،ولم نات بفكرة غير معروفة للأطراف .
وأضاف المفتى تجاوبا مع ضيق الوقت ، نقدم اقتراحا جديدا ، وذلك بتجميد الأمور مؤقتا ، عند حدودها الحالية ، والشروع في صياغة مسودة " تنمية متكاملة / تكامل إقليمي" ، تحقق لكل دولة من الدول الثلاثة كل تطلعاتها ، وتوفر لها حلا مستداما ، لا يفضي بالدول الثلاثة ، إلي حلول احادية ، تهدد أمنها واستقرارها ، حاليا ، وفي المستقبل ، ومقترحنا كما سبق ان أوضحنا ، يقوم علي المواد المتفق عليها في اتفاقية عنتبي ، والتي تحدد معظم معالم " التنمية المتكاملة /التكامل الإقليمي " ، وبعد ذلك تستأنف إثيوبيا تكملة التشييد والملء، بما يتوافق مع ذلك التكامل ، من دون تضرر أي دولة ، وهو تفكير خارج الصندوق out of the box ،
وأوضح المفتى أنه يؤكد بأن المفاوضات الحالية قد استنفذت أغراضها منذ مدة حيث انسحبت اثيوبيا من طاولة المفاوضات بعد اجتماعات 27 - 28 فبراير 2020 بواشنطن ، ثم تأكيدها عدم عودتها لطاولة المفاوضات مرات عديدة ، ثم استجابت لمبادرة الخرطوم وعادت لطاولة المفاوضات ، والتي فشلت بتاريخ 16 يونيو الجاري ، كسابقاتها ، بل ان فشلها جعل المواجهة اكثر حدة، بما يعني انها قد اتت بنتائج سلبية ، ولذلك استغرب من الذين يرون أن الحل يكمن في العودة إلي طاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها .
وأشار المفتى أن مصر و السودان اقتنع كذلك ، بأن المفاوضات استنفذت أغراضها ، من دون الاعتراف بذلك ، والشاهد علي ذلك ، لجوئهما ، كل علي انفراد ، إلي مجلس الامن ، ثم مراجعة السودان لموقفه ، مؤخرا ، ولكنه يبدو محتارا لان المفاوضات التي دعا لها قبل أيام واستضافها قد فشلت ، ولكن لم يجد أمامه أي رؤية ،سوي الدعوة للعودة لتلك المفتوصات التي استنفذت أغراضها ، والتي من المحتمل أن تاتي بنتائج سلبية ، كما فعلت جولتها الأخيرة
وأشار المفتى إلى أن الأطراف أهدروا وقتا ثمينا ، في مفاوضات استنفذت أغراضها ، و تبقت أيام قلائل علي بدء الملء، ولابد من البحث عن حل خارج الصندوق ، ولكن للأسف ، لم تقبل الأطراف ، حتي اليوم نصيحتنا ، والتي نري جدواها حتي في حالة مخاطبة اي منهم لمجلس الأمن .
ويقدم المفتى مقترح يتلخص في " تنمية متكاملة / تكامل إقليمي " ، لكل دولة من الدول الثلاثة طموحاتها ، بل ولكل دول حوض النيل، و لن يستغرق إعداد إطار قانوني ومؤسسسي لذلك التكامل وقتا ، لأن سد النهضة سوف يكون ، عاموده الفقري Back Bone ، ولانه سبق للدول الثلاثة ، وكافة دول حوض النيل ، ان اتفقوا علي المبادئ الأساسية لذلك التكامل ، بشهادة 13 جهة دولية غربية واممية ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ، والبنك الدولي ، والأمم المتحدة .
أما الامور الخلافية الأخري ، فإن قبول مبدأ التنمية المتكاملة / التكامل الإقليمي ، ذات نفسه ، هو أكبر "حسن نية" ، لم تنكر اهميته ، أي واحدة من الدول الثلاثة ، في يوم من الأيام ، وهو الكفيل بحل ما تبقي من الامور الخلافية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة