خبير سودانى: مفاوضات سد النهضة استنفذت أغراضها.. و الأطراف أهدروا وقتا ثمينا ولابد من البحث عن حل خارج الصندوق.. و ينبغي أن تعي كل الأطراف أن الحل غير التوافقي لن يكون مستداما

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 07:15 م
خبير سودانى: مفاوضات سد النهضة استنفذت أغراضها.. و الأطراف أهدروا وقتا ثمينا ولابد من البحث عن حل خارج الصندوق.. و ينبغي أن تعي كل الأطراف أن الحل غير التوافقي لن يكون مستداما سد النهضة الاثيوبية
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور أحمد المفتى الخبير القانونى السودانى ،  إنه بعد اكثر من 8 سنوات من المفاوضات فى قضية سد النهضة، أعتقد ان المفاوضات قد استنفذت أغراضها ، ولم تعد اكثر من محفل ، تعيد فيه  كل دولة تكرار مواقفها ، ولذلك استغرب كثيرا من الدعوة للعودة لطاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها  ،حيث ان الوسيط الأمريكي قد فعل نفس الشئ في نهاية العام 2019 ، ولم يحقق أي اختراق .

وأضاف المفتى لـ " اليوم السابع"،  أنه بسبب ذلك الفشل، لم تجد الحكومة السودانية ، أمامها، سوي اللجوء لمجلس الأمن الدولى، ولكنها تخلت عن ذلك الآن، بل أصبحت تلوم مصر ، علي اللجوء إلي مجلس الأمن ، وأصبح وزير الري السوداني يصدر ، بيانات رسمية تؤكد بأن المفاوضات قد حلت نسبة 95% من الخلافات ، ولكن قعقعة السلاح ، التي نسمعها ، وإعلان إثيوبيا أن ذلك غير ملزم ،  ينفي ذلك ، بل إن تلك البيانات ، تعطي صورة وردية، لا تساعد علي إضطلاع المجتمع الدولي بدوره ، في مساعدة الأطراف لحل خلافاتها ، والتي لن يحلها تصريح بأن الامور تسير علي مايرام . 

وأوضح المفتى، أنه ينبغي أن تعي كل الأطراف ، أن الحل غير التوافقي ، لن يكون مستداما Not sustainable، وأن أفلحت احدي الدول الثلاثة في فرضه ، ولذلك لابد من التفكير خارج الصندوق ، والبحث في ماضي المفاوضات بين دول حوض النيل (Entebbee  Process ) , لاستخدام ما تم الاتفاق عليه ، وهو كثير جدا ، لـ" تكملة " complement ، المفاوضات الحالية ، بدل اللف والدوران ، في دائرة مفرغة .

وقال المفتى قدمت في الأسبوع الأول من العام 2012 ، وفي اجتماع وزراء دول حوض النيل ، في رواندا ، مقترحا لتجاوز الخلافات البسيطة حول اتفاقية عنتبي Entebbee ، ولقد قبلت كل دول حوض النيل مناقشته في اجتماع فوق العادة Extra - Ordinary  , ولكن انشغلت الدول الثلاثة ، بمفاوضات سد النهضة ، ونسيا أمر تكملة مسار عنتيبى ، من دون أن يكون لاي منها أي تحفظ ، ولذلك أسسنا مقترحنا علي مسار عنتبي ،ولم نات بفكرة غير معروفة للأطراف .   

وأضاف المفتى تجاوبا مع ضيق الوقت ،  نقدم اقتراحا جديدا ، وذلك بتجميد الأمور مؤقتا ، عند حدودها الحالية  ، والشروع في صياغة مسودة " تنمية متكاملة /  تكامل إقليمي" ، تحقق لكل دولة من الدول الثلاثة كل تطلعاتها ، وتوفر لها  حلا مستداما ، لا يفضي بالدول الثلاثة ، إلي حلول احادية ، تهدد أمنها  واستقرارها ، حاليا ، وفي المستقبل ، ومقترحنا كما سبق ان أوضحنا ، يقوم علي المواد المتفق عليها في اتفاقية عنتبي ،  والتي تحدد معظم  معالم  "  التنمية المتكاملة /التكامل الإقليمي " ، وبعد ذلك تستأنف إثيوبيا تكملة التشييد والملء،  بما يتوافق مع ذلك التكامل  ، من دون تضرر أي دولة  ، وهو تفكير خارج الصندوق out of the box ،

 وأوضح المفتى أنه يؤكد بأن المفاوضات الحالية قد استنفذت أغراضها منذ مدة حيث  انسحبت اثيوبيا من طاولة المفاوضات بعد اجتماعات 27 - 28 فبراير 2020 بواشنطن ، ثم تأكيدها عدم عودتها لطاولة المفاوضات مرات عديدة ، ثم استجابت لمبادرة الخرطوم وعادت لطاولة المفاوضات ، والتي فشلت بتاريخ 16 يونيو الجاري ، كسابقاتها ، بل ان فشلها جعل المواجهة اكثر حدة، بما يعني انها قد اتت بنتائج سلبية ، ولذلك استغرب من الذين يرون أن الحل يكمن في العودة إلي طاولة مفاوضات اسننفذت أغراضها .

وأشار المفتى أن مصر و السودان اقتنع كذلك ، بأن المفاوضات استنفذت أغراضها  ، من دون الاعتراف بذلك ، والشاهد علي ذلك ، لجوئهما ، كل علي انفراد ، إلي مجلس الامن ، ثم مراجعة السودان لموقفه ، مؤخرا ، ولكنه يبدو محتارا  لان المفاوضات التي دعا لها قبل أيام واستضافها قد فشلت ، ولكن لم يجد أمامه أي رؤية ،سوي  الدعوة للعودة  لتلك المفتوصات التي استنفذت أغراضها ، والتي من المحتمل أن تاتي بنتائج سلبية ، كما فعلت جولتها الأخيرة 

وأشار المفتى إلى أن الأطراف أهدروا وقتا ثمينا ، في مفاوضات استنفذت أغراضها ، و تبقت أيام قلائل  علي بدء الملء، ولابد من البحث عن حل خارج الصندوق ، ولكن للأسف ، لم تقبل الأطراف ، حتي اليوم نصيحتنا ، والتي نري جدواها حتي في حالة  مخاطبة اي منهم لمجلس الأمن .

ويقدم المفتى مقترح يتلخص في " تنمية متكاملة /  تكامل إقليمي " ، لكل دولة من الدول الثلاثة طموحاتها ، بل ولكل دول حوض النيل، و لن يستغرق إعداد  إطار قانوني ومؤسسسي لذلك التكامل وقتا ، لأن سد النهضة سوف يكون ، عاموده الفقري Back Bone ، ولانه سبق للدول الثلاثة ، وكافة دول حوض النيل ، ان اتفقوا علي المبادئ الأساسية لذلك التكامل ، بشهادة 13 جهة دولية غربية واممية ، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ، والبنك الدولي ، والأمم المتحدة .

أما الامور الخلافية الأخري ، فإن  قبول مبدأ  التنمية المتكاملة /  التكامل الإقليمي ،  ذات نفسه ، هو  أكبر "حسن نية" ، لم تنكر اهميته ، أي واحدة من الدول الثلاثة ، في يوم من الأيام ، وهو الكفيل بحل ما تبقي من  الامور الخلافية .

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة