محمد ثروت

الحوار ضرورة لمواجهة الإسلاموفوبيا

الأربعاء، 24 يونيو 2020 06:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإعلان الذى نشرته صحيفة تينيسيان الأمريكية المحلية على صفحة كاملة، ثم اعتذرت عنه بعد غضب جمعيات الأمريكيين المسلمين، لأنه ادعى أن هناك تفجير لقنبلة نووية فى ناشفيل عاصمة ولاية تينيسي، يؤكد أن الإسلاموفوبيا لاتزال مستمرة فى الرهاب من الإسلام استنادا إلى تأويلات مزعومة من الكتاب المقدس تارة، ومخاوف من التطرف الدينى تارة أخرى. 
 
لكن هذه الحادثة وغيرها لن تنتهى إلا بالحوار الصادق والعميق بين أهل الديانات المختلفة. 
 
إن الحوار بين الأديان أصبح ضرورة لمواجهة التوترات التى خلفتها ظاهرتا الإرهاب والتطرف الدينى من جهة، والإسلامُوفوبيا من جهة أخرى. 
 
وأصبح البحث عن المشتركات بين الأديان والثقافات المختلفة ضرورةً، لحفظ السلام والأمن المجتمعيين، وتحقيق المصالح المشتركة لخدمة الإنسانية جمعاء. 
 
ومن يتفحص الحالة الراهنة للحوار بين الأديان فى العالم يجدَّه متراوحاً بين ثلاثة مساراتٍ رئيسةٍ:
أولها: الحوار المسيحي– الإسلامي.
 
ثانيها: الحوار الداخلى أى داخل الدين الواحد، المسيحي- المسيحى والإسلامي– الإسلامي.
ثالثها: حوار بين أهل الديانات التوحيدية الثلاث (اليهودية، المسيحية والإسلام).
فيما يلاحظ غياب حوار صادق وعميق متعدد الأطراف يشمل جميع الديانات بلا استثناءٍ، ويدرس أبعاد الحوار الدينى من مختلف زواياه التاريخية والفلسفية والدينية والانثربولوجية...إلخ، ويقدم رؤية نقديةً تتلَّمس الأسباب الكامنة وراء ربط الدين – أى دين- بالصراع والنزاع، وكيفية توظيف الدين كعامل مهم للحوار والتعايش والتسامح بين الأديان، وليس كأداة للصراع والنزاع.
 
وهو ما عبر عنه عالم اللاهوت الكاثوليكى الألمانى هانز كونج فى كتابه "مشروع من أجل أخلاقيات عالمية"، قائلاً: " لن يكون هناك سلام بين الأمم مالم يكن هناك سلام بين الأديان".   
 
وتشير بعض الدراسات والبحوث الاجتماعية، ومنها دراسة بلقاسم سلاطنية (2012) "إلى أنَّ المجتمعات، التى ليس بها حوار تعيش حالة متصاعدة من العنف والتوترات الطائفية، والتى صنف بعضها على أساسٍ دينى وعرقيٍّ، وآخرها أحداث دولة ميانمار (بورما سابقاً) والعنف الدائر هناك ضد أقلية الروهينجا المسلمة فى ولاية راخين، وما نتج عنه من نزوح آلاف الأشخاص وتشريدهم من أوطانهم وديارهم، وتسبب فى مشكلات لجيرانهم، بل امتدت آثار ذلك العنف إلى تهديد السلم والأمن العالمي، ونقل المشكلات لدول الجوار، لرفض أطراف الأزمة كل الجهود الدولية للحوار والتعايش السلمي. 
إن أى أزمة نشبت على أساس دينى أو عرقى لن تحل باللجوء إلى العنف والحروب، ولكن تحل عن طريق  الحوار الحقيقى بين أهل الديانات والعقائد المختلقة.. حوار أساسه الفهم المتبادل والتعايش السلمي.. حوار أساسه احترام عقيدة وأفكار كل طرف.. ما المانع أن يجتمع ممثلو الديانات المختلفة فى تلك الولاية الأمريكية التى نشبت فيها أزمة الإعلان، للتعارف أولا ثم لتوضيح المشتركات بين الأديان. والاتفاق على دستور عمل يحفظ المجتمعات من الوقوع فى براثن الفتن. 
 
الحوار أولا وآخرا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة