مثلما أثر على الكثير من كثير مناحى الحياة، يبدو فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" معطلا للشعائر الدينية، بعدما تسبب فى إقامة موسم استثنائي لمناسبك الحج لهذا العام، حيث قررت وزارة الحج والعمرة السعودية، إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد وخطر تفشي العدوى في التجمعات والحشود البشرية التي ستتجمع في مكة والمدينة.
أكد عدد من علماء المسلمين على عدم جواز تعطيل الفريضة إلا بموجب أسباب كبرى بينها انتشار الأوبئة، وهى الواقعة التي لن تكون الأولى حال حدوثها حيث يذكر عدد كبير من المؤرخون أن شعائر فريضة الحج تعطلت على مر التاريخ حوالى 40 مرة.
ووفقا للدكتور علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، فيرى من خلال بحثه أن هناك (22) موسمًا أوقف فيها الحج، بعض هذه المواسم كان إيقافًا كليًا وبعضها إيقاف جزئيا، والمقصود بالجزئى هنا أن يكون الحجاج من دولة معينة أو من جهة معينة لا يذهبون للحج أو جزء معين من عدة دول، لكن ما هى المواسم التى تعطلت فيها الحج بسبب انتشار الأوبئة من قبل:
يذكر ابن كثير فى "البداية والنهاية"، أن الحج توقف فى سنة 357 هجرية، ويقول إن داء الماشرى انتشر فى مكة، فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج.
وبحسب الموقع الرسمى لدارة الملك عبد العزيز السعودية، حول الأوبئة التي تسببت بتعطيل الحج، فإن أن عام 1246 هجري شهد تفشياً لوباء قادم من الهند، تسبب بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الحجاج المتوافدين آنذاك، وتم إيقاف الحج على إثره.
وفي عام 1814، تفشى الطاعون في حجاج بيت الله، وأهالي منطقة الحجاز بأكملها وأباد الآلاف من السكان والحجيج، فأوقف الحج هذا العام وتوقف الطواف حول الكعبة عدة أيام، وفي نهاية القرن الـ19، تفشى وباء الكوليرا القاتل في موسم الحج، وتسبب في وفيات بين الحجيج على جبل عرفات، وبلغ ذروة وفياته في مِنى، ليتم إيقاف الحج على إثره.
وشهدت مواسم الحج حتى عام 1840 مواسم متقطعة لتفشي الوباء، وكذلك في الفترة من عام 1846 إلى عام 1850م، بسبب تفشى وباء الكوليرا، كما تسبب تفشى وباء الكوليرا عام 1883م فى مصر مصر بعمل إجراءات لمنع المساكين والفقراء من الذهاب للحج في موسم 1884م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة