مرة أخرى تسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" فى تعطيل المناسبات والشعائر الدينية، بعدما تسبب فى إقامة موسم استثنائى لموسم الحج هذا العام، حيث قررت وزارة الحج والعمرة السعودية، إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة جدًا للراغبين فى أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، وذلك فى ظل استمرار جائحة فيروس كورونا المستجد وخطر تفشى العدوى فى التجمعات والحشود البشرية التى ستتجمع فى مكة والمدينة.
وتاريخيا تسبب انتشار الأوبئة فى تعطيل الحج كليا أو جزئيا فى عدة أعوام، لكن كيف كان الوضع حين أقيمت شعائر الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس، وقت انتشار الأوبئة.
بحسب إحدى الوكالات الدولية، تسبب تفشى وباء الكوليرا سنة 1837 خلال فترة الحج، والذى استمر حتى 1892، فى موت ألف حاج يوميًا خلال تلك الفترة.
بدأ أول وباء كوليرا فى القرن التاسع عشر الميلادى فى الفترة بين عامى (1817-1824م) وعرف باسم "كوليرا آسيوية" واندلع من مدينة كلكتا الهندية لينتشر فى جميع أنحاء جنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وساحل البحر المتوسط.
وفى هذه الفترة مات آلاف من الحجاج بالوباء، الذى انتقلت عدواه من بؤرته الأساسية فى شرق وجنوب آسيا، إلى طرق الحج ومكة، وفى عام 1831م الموافق 1246هـ تفشى الوباء الآتى من الهند مجددا ليحصد أرواح العديد من الحجاج.
وضمن ما سمى "وباء الكوليرا الرابع" بالقرن التاسع عشر تفشى الوباء من جديد وفى السنة الأولى له 1863م التى توافق 1280هـ ذهب عشرات الآلاف ضحية الوباء الذى اجتاح الحجاز وأنحاء الشرق الأوسط، وانتقل لروسيا وأوروبا وأفريقيا ليحصد مزيدا من الأرواح خاصة فى زنجبار شرق أفريقيا، وبعد عدة سنوات فقط أصبحت بؤر الكوليرا شائعة فى مدن أوروبا وروسيا وحتى أميركا الشمالية.
وفى الأعوام 1858 و1864 أسهمت مصر بأطباء وحجر صحى لمحاولة مكافحة العدوى المنتشرة، وفى عام 1892 تزامن تفشى الوباء مع موسم الحج ودفن العديد من الموتى فى مكة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة