بعد حادث بورسعيد الأليم تحول كثيرون من أبناء الجيل الحالى للعزوف عن كرة القدم، لما أصاب الجميع من وقع الصدمة التى لم يتخيل أحد مرارتها، فلم يعد للكرة مذاق ولم يعد للتشجيع روح، حتى جاء بريق أمل من بعيد على يد واحد من صناع البهجة، تمكن من توحيد المصريين بمختلف انتماءاتهم وأعاد لهم الأمل وأصبح مصدر إلهام وقدوة للأجيال الصاعدة فاستحق أن يكتب اسمه بحروف من ذهب بين الأساطير ووصل لمكانة لم يتخيل أحد يوماً ما الوصول إليها، ووضع مصر فى مكانتها الطبيعية بعدما رفع العلم المصرى بالمحافل الدولية فصار الجميع يتغنى باسمه "مو صلاح".
أعترف بأننى لم أكن يوماً مشجعاً لليفربول ولم أتعصب يوماً لفوزه أو أحزن لهزيمته، ولكن عندما تجد بطلاً مصرياً يحارب من أجل تحقيق حلمه ولم يتوقف سقف طموحاته بعد التتويج مع فريقه بدورى أبطال أوروبا، والفوز بالعديد من الجوائز الفردية مع ليفربول، أبرزها "الحذاء الذهبى" لأفضل هداف بالدورى الإنجليزى لعامين متتاليين، بل ويسعى مع أبناء جيله لتحقيق حلم طال انتظاره 30 عاماً وهو التتويج بلقب البريميرليج، لا تملك إلا أن تدعمه، بل وتفخر به عندما تجد صوره على صدر كبار الصحف والمجلات العالمية التى تتغنى بإنجازاته، حتى صار محمد صلاح بطلاً ومثلاً أعلى للعديد من الأجيال ليس فى مصر فقط بل والعالم أجمع.
أرقام وبطولات محمد صلاح فى ملاعب أوروبا صارت حلماً يسعى لتحقيقه آلاف الشباب فى مصر والوطن العربى بل والعالم، وهو ما رصدته الصحف العالمية التى تناولت قصة حياة النجم المصرى، فى أكثر من مناسبة، وكيف تحدى الفقر فى قريته عندما كان يذهب للتدريب بأحد الأندية الصغيرة قبل انتقاله إلى المقاولون العرب الذى فتح له أبواب المجد بعدما بدأ منه رحلته الأوروبية التى عانق بعدها المجد وصار الجميع يتغنى بإنجازاته وألقابه.
محمد صلاح لم ينس فى لحظات الفرحة بعد التتويج بالدورى الإنجليزى جمهوره ومتابعيه، خاصة المصريين، فحرص على توجيه الشكر لهذه الجماهير العظيمة التى دعمته طوال مشواره الحافل قائلا، "عايز أشكر كل الناس اللى وقفت معايا ودعمتنى فى كل الأوقات.. وبالأخص بلدى الحبيب مصر والوطن العربى كله.. عمرى ما أنسى دعمكم ليا والدورى لكم برده"، وكأنه يهدى الدورى لمصر والمصريين.. لذا لابد أن نشكرك أيضاً يا صلاح لأنك أسعدت مصر والمصريين وشرفت الكرة العربية فى المحافل الدولية.
أما ليفربول فلم يستسلم أيضاً ودافع من أجل تحقيق حلمه، وتحدى الجميع لعودة مسابقة الدورى الإنجليزى التى توقفت بسبب جائحة كورونا، واستكمل مهمته لتحقيق الحلم والفوز بلقب طال انتظاره 30 عاماً، فاستحق إشادة الجميع، والأمر ذاته فى الدورى الإسبانى الذى اشتعل فيه الصراع بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، كل يقاتل من أجل حلم التتويج بالليجا، فى الوقت الذى نجد فيه خلافات من بعض الأندية حول استكمال الدورى المصرى وتخوف البعض من عودة المسابقة، نجد أندية تقاتل من أجل تحقيق طموحاتها وطموحات جماهيرها، وكأنه يوجه رسالة أمل للجميع بأن يقاتل من أجل تحقيق حلمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة