وصف الشاعر البرتغالى فرناندو بيسو على أنه واحد من أهم الشخصيات الأدبية فى القرن العشرين، وواحد من أعظم شعراء اللغة البرتغالية، ويعد كتابه "اللاطمأنينة" الأشهر بين أعماله التى ترجم للعربية، على الرغم أنه لم يصدر إلا بعد نحو 47 عاما من وفاته، إلا أنه صنف ضمن أفضل 100 نص أدبى على مر العصور، وفقا لمكتبة بوكلوين العالمية، فخلد اسمه بين عظماء الأدب فى التاريخ.
وكتاب اللاطمأنينة - على الرغم من طبيعته غير الشعرية - هو فى قلب أثر بيسوا الأدبى الذى تتكشف من خلاله أصالة إبداع ذى أهمية كونية فريدة، بدأ بيسوا نشر أحد النصوص النثرية التى يتألف منها الكتاب فى عام 1913م، ومنذ ذلك التاريخ وحتى وفاته لم يتوقف بيسوا عن كتابة الشذرات والمقاطع من كتابه المدهش وإن بطريقة متقطعة جدا، وتوفى قبل أن يتمكن من نشر الكتاب.
كتاب اللاطمأنينة عبارة عن مقاطع نثرية، وهى ليست يوميات كما يعتقد البعض إنما كما يقول المترجم هى حفريات فى الذات، كتاب من الإحساس والتأمل الذى يمضى بالإفكار إلى أبعد حافاتها القصوى مطلا بقهقة واهنة على هاويات لم يختبر قرارها سوى بيسوا، هو كتاب نثر ولكنه كتب بلغة شاعرية وقد استغرق ظهوره للنور سنوات طويلة بسبب العراقيل التى وجدها المترجم، ويذكر أن الكتاب لم ينشر فى حياة بيسوا بل هو مادة خام لم يتمكن بيسوا من التعديل أو الإضافة أو تحقيق الكتاب، إن الجهد الذى بذله المترجم فاق كل حدود التصور، كما يجب الإشارة إلى إن هناك الكثير من المقاطع الغير مكتملة والتى إضطر المترجم إلى ترك فراغ يشبه هذا ( --- ) إشارة إلى أن جزء من النص مفقود أو () إشارة إلى أن هناك إضافة من الناشر.
بعد وفاته عثر على حقيبة تحوي على أكثر من 25000 مخطوطة عن موضوعات مختلفة منها الشعر، الفلسفة، النقد وبعض الترجمات والمسرحيات، كما أنها تحتوي على خرائط لأبداله، وهي اليوم محفوظة في مكتبة لشبونة الوطنية ضمن ما يعرف بـ“أرشيف (بيسوا)”، وقد نُشر له: كتاب اللاطمأنينة، أناشيد ريكاردو رييس، لست ذا شأن.