التصريحات التى أدلى بها وليد المعلم وزير خارجية الشقيقة سوريا يوم الثلاثاء الماضى كان لها صدى شعبيا ايجابيا لدى الرأى العام فى مصر .. فهى لحظات استثنائية وتاريخية تحدد مواقف الدول من قضايا أمتها العربية والتحديات والمخاطر التى تواجهها الآن. وسوريا رغم أوضاعها الداخلية الصعبة وحربها ضد الارهاب ومواجهتها الأطماع الاقليمية فى اراضيها الا أنها لم تنسلخ عن عروبتها ولم تكفر بها ولم تتعاون مع أعداء الأمة مثلما فعلت دول آخرى. وبقيت على العهد وتحديدا موقفها الداعم والمساند لمصر العروبة. ودائما ما اعتبرت العروبة قضية وجدان غير قابلة للمساومة أو المقايضة.
نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية السوري اعتبر أن ليبيا ضحية للأطماع الخارجية والعدوان التركي، مؤكدا أن سوريا تقف إلى جانب مصر لدعم أمنها الوطني. وإن سوريا تؤكد دعمها للجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا التي يقودها الجنرال خليفة حفتر) والمؤسسات الليبية، وتؤكد حرصها على وحدة وسلامة وسيادة الأراضي الليبية.
لا يمكن انكار أو تجاهل أن مسار العلاقات المصرية السورية منذ ثورة 30 يونيو فى مصر تمضى فى اتجاهها الصحيح بعد القرارات المشئومة والبائسة التى اتخذتها جماعة الاخوان فى عام حكمها الأسود لمصر باعلان قطع العلاقات مع دمشق ودعم فصائل وتنظيمات الارهاب هناك وهو ما عرض الامن القومى المصرى للخطر لأن سياسة مصر التاريخية الثابتة والتى صححتها 30 يونيو وأعادتها الى مسارها القويم هو الوقوف مع الدولة الوطنية ووحدة أراضيها مهما كان الخلاف مع نظامها الحاكم أو مع رئيسها او مع بعض التوجههات السياسية الخارجية.
وخلال السنوات الستة الماضية كان –ومازال-هناك نوع من التنسيق فى المواقف والزيارات المتبادلة لوفود رفيعة المستوى وتصريحات ودية متبادلة جعلت الكثير من المراقبين الى توقع اعلان عودة العلاقات الدبلوماسية مرة آخرى بين اكبر ضلعين فى النظام الاقليمي العربي وهو الأمر الطبيعى ..فقطع العلاقات ليست مسئولة عنه دولة 30 يونيو بقيادة الرئيس السيسى. ولسنا فى حاجة الى المواقف المصرية من دعم الدولة الوطنية السورية والحفاظ على وحدة اراضيها والدعوة الى الحل السياسى وانسحاب الدول المعتدية على أراضيها وتأييد الجهود السورية فى الحرب ضد الارهاب الذى عانت منه مصر من خلال قيام بعض الاطراف- قطر وتركيا- برعاية الجماعات الارهابية لللضغط على مصر ومحاولة زعزعة الاستقرار فيها..وهى ما تسعى اليه الان من عمليات نقل اارهابيين المرتزقة من سوريا والعراق الى ليبيا.
سوريا تدرك ان موقفها الداعم لمصر هو تاييد لحق مصر فى الدفاع عن أمنها الوطنى وعن أمن امتها العربية ضد الطامعين والغزاه والحالمين باستعادة عروش بائدة
ولا تنسى سوريا لقاهرة العروبة مواقفها من دمشق ولا من اهلنا فى سوريا الذين جاءوا الى القاهرة وعاشوا فيها مثل اهلها تماما ولم تعتبرهم مصر لاجئين مثل باقى الدول بل جاءت الاستضافة للالاف من الاشقاء السوريين فى مصر على قدر العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين اللذان كان فى ايام وسنوات كثيرة وطن واحد وجسد واحد آثار الرعب والذعر فى قلوب المستعمرين.
مصر وسوريا والسعودية والامارات والبحرين ودول عربية آخرى تدرك أن الأمة تتعرض لاخطر مرحلة فى تاريخها فى محاولة اعادة احتلالها وتقسيمها والاستيلاء على ثرواتها بل وتعطيشها من الشمال فى العراق ومن الجنوب عند سد النهضة والمخطط واضح تماما واللحظة تستدعي التضامن والتضافر وتوحيد المواقف والجهود لمواجهه تلك الأطماع.
لقد حان الوقت أن تعود سوريا الى أحضان أمتها العربية رسميا وتعود الى مقعدها التاريخي فى جامعة الدول العربية ..كما حان الوقت لعودة العلاقات الرسمية بين القاهرة ودمشق الذى يجمع بينهما الكفاح والتاريخ المشترك وعلاقات النسب والمصاهرة والوحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة