إياك أن تعتقد بأن ما يحدث فى سيناء، المحور الاستراتيجى الشمالى الشرقى، صدفة، وإنما مخطط له بعناية فائقة، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول محاولة فصل أرض الفيروز عن جسد الوطن، والثانى، إعلانها إمارة "إسلامية" اسما "إرهابية" مضمونا، والثالث، تصدير صورة سيئة للمجتمع الدولى، عن أن مصر، ضعيفة غير قادرة على المحافظة على وحدة تراب أراضيها.
لكن كان الرد قويا وخشنا وقاسيا، حيث تمكن الجيش المصرى من دخول سيناء، وفرض سيطرته ونفوذه، وإظهار قوته، وقاد عملية التعمير الكبرى، فوجدنا أنفاقا وطرقا، عبارة عن شرايين تربط سيناء بالجسد المصرى، رباطا قويا، لم يحدث منذ أن خلق الله الأرض، وحتى سنوات قريبة لا تتجاوز عددها، أصابع اليد الواحدة.
وبعد النجاح الضخم للدولة المصرية، فى سيناء، بدأ الأعداء فى البحث عن منطقة أخرى لإشعال النار فيها، فذهبوا للحدود الغربية، وتوظيف حالة الانفلات والسيولة الأمنية، واللادولة، فى ليبيا، للدفع بمنتخب العالم فى الإرهاب وتهديد مصر بقوة، فكان الرد المصرى قويا، ووجدنا قاعدة محمد نجيب، التى تعد جيشا سابعا، قادرا على الردع بقوة مفرطة، ثم تعزيز هذه القوة العسكرية، بقوة الاقتصاد، من خلال التنقيب عن الغاز، وكان حقل ظهر، وتفجرت آبار الغاز، فى منطقة شرق المتوسط..!!
هكذا، أرادوا إشعال النار فى الحدود الغربية، فكانت إرادة الله فى أن شوكة الوطن تقوى وتصير عصية على الكسر، فتكتشف ثروات طائلة من الغاز، ما يؤكد أن لدى مصر، قيادة واعية، قادرة على المواجهة، واتخاذ القرارات المصيرية بحنكة وثبات مبهر، ومثير للإعجاب، وينال احترام وتقدير كل منصف شريف.
ونظرا لفشل المخططات فى سيناء والحدود الغربية، ومن قبلها طرد جماعة الإخوان الإرهابية من المشهد العام برمته، فى 30 يونيو 2013، زاد غضب الأعداء، الذين يقودهم رجب طيب أردوغان، فقرر إعلان الحرب على كافة الجبهات، وتحديدا الجبهة الغربية والجنوبية، من خلال التدخل السافر فى ليبيا والدفع بمنتخب العالم فى الإرهاب، ودعم حكومة الوفاق غير الشرعية حيث انتهت شرعيتها منذ عام 2017 وتوقيع اتفاقيات بحرية معها، طمعا فى ثروات مصر فى شرق المتوسط، وبترول وغاز ليبيا، ثم قررت أيضا فتح خط ساخن مع إثيوبيا لتأليبها وحثها على عدم التوصل لأى اتفاق مع مصر حول سد النهضة، وتأجيج العلاقات بينهما.
وما كان من مصر، وسط هذه المخططات الرامية لإشعال النار فى المحور الاستراتيجى الغربى وأيضا الجنوبى، إلا إظهارا "العين الحمراء" بوضوح، ووضع "خطوط حمراء" فى المحور الاستراتيجى الغربى، والجنوبي أيضا، مما كان له صدى إقليميا ودوليا بالغ الأهمية، ويؤكد أن مصر تمتلك قوة الردع، وأن صبرها وحلمها قوة وليس ضعفا.
ولا ننسى، أن المحور الاستراتيجى الجنوبى، قد شهد تدشين أكبر قاعدة بحرية وجوية، فى منطقة الشرق الأوسط، لبسط نفوذ القوة والسيطرة، وأن يكون لها الذراع الطولى فى مياه البحر الأحمر، مثلما تتمتع به قاعدة محمد نجيب من نفوذ القوة والسيطرة على البحر الأبيض المتوسط، بشكل عام، ومنطقة شرق المتوسط بشكل خاص.
ويبقى في الأخير، أنه ووسط تهديدات بإشعال النار في جميع المحاور الاستراتيجية المصرية شمال شرق وشمال غرب وجنوبا، فإن مصر أحرقتهم بمعجزات القوة والتنمية والمشروعات العملاقة، في مختلف المجالات، في أهم عملية فرمطة للوطن لم تحدث منذ عهد محمد على..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة