سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 29 يونيو 1967.. المارشال زخاروف رئيس أركان الجيش السوفيتى يطلب لقاء عبد الناصر لإبلاغه بموافقة القيادة فى موسكو على الأسلحة المطلوبة لمواجهة إسرائيل

الإثنين، 29 يونيو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 29 يونيو 1967.. المارشال زخاروف رئيس أركان الجيش السوفيتى يطلب لقاء عبد الناصر لإبلاغه بموافقة القيادة فى موسكو على الأسلحة المطلوبة لمواجهة إسرائيل المارشال زخاروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلب المارشال «زخاروف» رئيس أركان حرب الجيش السوفيتى مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر فى القاهرة يوم 29 يونيو، مثل هذا اليوم، عام 1967، حسبما يذكر محمود رياض وزير خارجية مصر وقتئذ، فى مذكراته «البحث عن السلام، والصراع فى الشرق الأوسط».
 
كان «زخاروف» فى القاهرة منذ يوم 21 يونيو 1967 ضمن الوفد المرافق للرئيس السوفيتى «نيكولاى بودجرنى»، والذى زار مصر بعد نحو أسبوعين من نكسة 5 يونيو 1967 ،ويكشف «رياض»، أن القيادة السوفيتية وجهت الدعوة إلى عبدالناصر للتباحث معه فى موسكو لكنه رفض، ويؤكد: «عندما نقلت الدعوة طلبنى أن أبلغ السفير السوفيتى بأنه لا ينوى الذهاب إلى موسكو فى الوقت الحاضر، وأنه يرى أنه من الأفضل من الوجهة السياسية حضور أحد القادة السوفيت إلى القاهرة بدلا من ذهابه هو إلى موسكو، وأن التقاليد جرت فى مصر على أنه إذا حل مكروه بشخص فإن الأصدقاء هم الذين يفدون إلى داره للوقوف بجانبه، وهكذا حضر «بودجرنى» يوم 21 يونيو، وتم أول لقاء له مع عبدالناصر فى تلك الليلة بمنزل الرئيس الذى أقام له حفل عشاء».
 
يتذكر «رياض» أن «بودجرنى» تحدث عن وقوف الاتحاد السوفيتى والدول الاشتراكية بجانب مصر والدول العربية لإزالة آثار العدوان، وأشار إلى أهمية تحقيق ذلك عن طريق الحل السلمى ووافقه عبدالناصر، ولكنه ذكر أنه حتى يتم ذلك يجب تحقيق توازن عسكرى مما يستلزم سرعة دعم الجيش المصرى بالأسلحة والخبراء الروس وخاصة فى مجال الدفاع الجوى، وفى اليوم التالى «22 يونيو 1967» بدأت المباحثات فى قصر القبة، وحضرها مع «بودجرنى» المارشال زخاروف، والسفير السوفيتى بالقاهرة، ومع عبدالناصر كل من زكريا محيى الدين وعلى صبرى والفريق أول محمد فوزى وأنا».
 
كانت الجلسة الثانية يوم 23 يونيو 1967، وبعدها غادر بودجرنى القاهرة، وترك زخاروف، ويذكر الفريق فوزى فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات، 1967 - 1970»، أن هذا اللقاء كانت أهميته فى تحديد مدى العلاقات المصرية السوفيتية فى بداية مرحلة جديدة، كان لها أثر كبير فى تعديل الخلل الخطير الذى طرأ على ميزان القوى مع إسرائيل بعد هزيمة 1967، وأيضا موازنة الوجود الأمريكى المحسوس فى المنطقة بزيادة التواجد السوفيتى فيها، وبدأ الرئيس عبد الناصر يطالب الاتحاد السوفيتى بالمعدات العسكرية الكثيرة والحديثة فى نفس الوقت».
 
يؤكد «فوزى»: «كان الضغط من الرئيس عبدالناصر من أول لقاء على طلبات الدفاع الجوى والقوات الجوية، كما طالب بزيادة عدد الخبراء والمستشارين، وأبرز مدى العمل التكتيكى للطائرة الميج 21 مطالبا بطائرة قاذفة مقاتلة بعيدة المدى يمكننا استخدامها فى ردع إسرائيل إذا حاولت الاعتداء فى عمق مصر، وتساءل الرئيس عن مدى المساعدة التى يقدمها الاتحاد السوفيتى فى الدفاع الجوى فى حالة اعتداء إسرائيل علينا».
 
يذكر فوزى: «كان عبد الناصر وبودجرنى مهدا لى اجتماعا منفصلا مع زخاروف لمناقشة طلبات القوات المسلحة من المعدات الأسلحة المطلوبة بسرعة، وشملت أسلحة ومعدات لأفرع القوات المسلحة الرئيسية وبصفة خاصة أسلحة الدفاع الجوى والقوات الجوية، وكان على رأسها 40 طائرة ميج 21».. يضيف: «سافر بودجرنى يوم 23 يونيو، ووعد بعرض طلباتنا من الدعم العسكرى على القيادة السوفيتية والرد علينا بسرعة، وبقى زخاروف فى مصر يشاركنا فى بناء أول خط دفاعى غرب القناة».
 
يؤكد فوزى: «فى يوم 29 يونيو طلب زخاروف مقابلة الرئيس عبد الناصر وأبلغه بإجابة طلبات مصر من الأسلحة والمعدات لجميع أفرع القوات المسلحة، وخص بالذكر توريد 40 طائرة ميج 21 جديدة، وإرسال عدد 1200 مستشار سوفيتى فى جميع التخصصات المطلوبة لنا بمن فيهم خبراء الدفاع الجوى».. يكشف فوزى: «كانت صفقة التسليح الأولى مع مصر فى حدود 100 مليون جنيه، ولم يطلب الاتحاد السوفيتى ثمن معدات الجسر الجوى والبحرى التى وردت عقب المعركة مباشرة على أساس أنه تعويض عن الأسلحة والمعدات المفقودة فى معركة 1967».
 
استمر «زخاروف» فى مصر، ويؤكد فوزى أنه غادرها فى نوفمبر 1967 بعد الانتهاء من إنشاء أول خط دفاعى غرب القناة، ويؤكد: «عند زيارة محمود رياض وزير الخارجية موسكو فى 18 إبريل 1967، ومقابلته الرئيس بريجنيف تمكن من أن يحصل على 120 طيارا سوفيتيا لتدريب طيارينا على استخدام طائرة الميج 21 الجديدة فى عملية الدفاع الجوى». 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة