حدد الباحثون أنظف هواء على كوكب الأرض في المحيط الجنوبي قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية، والذي لا يحتوي على هباء يمكن تتبعه أو جزيئات أخرى ينتجها البشر، وذلك من خلال دراسة لفريق من علماء المناخ من جامعة ولاية كولورادو، بقيادة سونيا كريدنويس لمعرفة مدى الجسيمات التي تنتجها الصناعة البشرية والنشاط.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، رصد العلماء المنطقة في المحيط الجنوبي، الذي يحيط بأنتارتيكا تحت خط عرض 40 درجة جنوبًا مع قياس تركيبة الهواء في عدة نقاط.
كما أخذوا قياسات من جزء من الغلاف الجوي السفلي الذي يتلامس مباشرة مع سطح المحيط ويصل إلى 1.2 ميل في الغلاف الجوي.
ولم تظهر عينات الفريق أي جزيئات مرتبطة بالتلوث البشري أو أي نشاط آخر، وبدلاً من ذلك، تم إرجاع معظم الجسيمات والبكتيريا إلى المناطق المعاكسة والمناطق الأخرى المجاورة، حيث اختلطت البكتيريا والمواد المجهرية من المحيط بالرياح وتم تداولها عبر الغلاف الجوي.
جمع الفريق بيانات الرياح للمنطقة مع تحليل عينات أخرى تم جمعها من المحيط والغلاف الجوي بموقع الاختبار الرئيسي لتتبع أصل الجزيئات.
وقال توماس هيل، من جامعة ولاية كولورادو: "تمكنا من استخدام البكتيريا في الهواء فوق المحيط الجنوبي كأداة تشخيص لاستنتاج الخصائص الرئيسية للجو السفلي".
وأضاف هيل: "على سبيل المثال الهباء الجوي الذي يتحكم في خصائص غيوم المحيط الجنوبي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمليات البيولوجية للمحيطات، وأن القارة القطبية الجنوبية تبدو معزولة عن انتشار الكائنات الدقيقة وترسب المغذيات من الجنوب في القارات الجنوبية".
وأوضح: "بشكل عام، فإنه يشير إلى أن المحيط الجنوبي هو واحد من الأماكن القليلة جدًا على الأرض التي تأثرت قليلاً بالأنشطة البشرية".
وجدير بالذكر أنه تم تحديد الموقع السابق لأنظف هواء في العالم من جانب الباحثين في عام 2019 في كيب جريم في تسمانيا، بالقرب من الحافة الشمالية للمحيط الجنوبي.