تعد أفكار نيوتن بشأن قوانين القوة والجاذبية من أهم بذور أيديولوجية "التنوير" فى عصر النهضة الأوروبى، وقام كبار الفلاسفة الأوروبيون اللاحقون لنيوتن، مثل الإنجليزى جون لوك والفرنسى فولتير، بتطبيق مفاهيم القانون الطبيعى على الأنظمة السياسية التى تدعو للحقوق الجوهرية، ويقال إن أهم قوانينه كانت خلال فترة العزل الصحى أثناء تفشى وباء الطاعون.
وعاصر صاحب قانون الجاذبية، انتشاء وباء "الموت الأسود" خلال القرن السابع عشر، وفى السنة التى سبقت الطاعون، 1664، بدأ نيوتن التفكير بعمق فى الرياضيات، واكتشف فى نفسه الموهبة الاستثنائية للتفكير المجرد، وهى الموهبة التى ستزدهر عندما وصل إلى منزله الزراعى.
ويؤكد الكاتب ريتشارد ويستفال، أن ما مكن نيوتن من إنجازاته العبقرية أثناء وبعد العزلة الإجبارية فى زمن تفشى الطاعون، لم يكن الانتقال للمكان الريفى الهادئ، وإنما التفكير المستمر فى الموضوع، وهو ما كتبه بنفسه عندما سئل عن كيفية اكتشافه الجاذبية.
لكن ربما لم تكن انجازات نيوتن فى القوانين الطبيعية فقط، لكن ربما فى الوصفات الطبية للوقاية من وباء الطاعون، حيث كانت له بعد الكتابات والوصفات للوقاية من المرض والقضاء عليه، منها وصفة من المقرر عرضها فى مزاد افتراضى عبر الإنترنت، عبارة عن صفحتين، يقدر قيمتها ما بين 80 إلى 120 ألف دولار أمريكى.
وبحسب جريدة الجارديان البريطانية، الوصفة عبارة عن مزج مسحوق الضفدع مع قيء الضفدع لتشكيل "معينات" لإبعاد العدوى، مكتوبة فى صفحتين غير منشورتين من ملاحظات نيوتن على كتاب جان بابتيست فان هيلمونت عام 1667 عن الطاعون، كان نيوتن طالبًا عندما أغلقت الجامعات كإجراء احترازى ضد الطاعون الدبلى، الذى قتل 100 ألف شخص فى لندن في 1665 و 1666.
وصايا اسحاق نيوتن للوقاية من الطاعون
تتضمن الملاحظات حالة رجل لمس "أوراق الأوبئة، وشعر على الفور بألم شبيه بوخز الإبر وأصابته قرحة شديدة فى السبابة، وتوفى فى يومين" ، وكان تعليقه أن "الأماكن المصابة بالطاعون هى التى ينبغى تجنبها".
لكن الباقي من العلاجات التى اقترحها نيوتن لا يمكن تطبيقها اليوم حيث تشمل كما كتب على الورق: "يعلق الضفدع من الساقين فى مدخنة لمدة ثلاثة أيام، حتى تتقيأ بالنهاية باتجاه الأرض التى تحتوى على حشرات مختلفة، إلى جانب طبق من الشمع الأصفر، وبعد وقت قصير من وفاته يتم خلط مسحوق الضفدع مع الإفرازات والمصل المصنوع مسبقًا، ثم يتم وضعها حول المنطقة المصابة، حيث ستقوم تلك الخلطة بإخراج العدوى والسم".
وعلى الرغم من مكانة نيوتن، لم يتم تضمين الأوراق من قبل في أي من أعماله المجمعة، فعندما توفي نيوتن في عام 1727، تم ترك أرشيفه الضخم لابنة أخته، كاثرين كوندويت.
وبقيت في الأسرة حتى عام 1872، عندما تم التبرع بكتاباته إلى كلية ترينيتي، واحتفظت كامبريدج فقط بالأوراق الرياضية والعلمية وأعادت كتابات نيوتن الأكثر إثارة للجدل حول الكيمياء واللاهوت والفلسفة. وتم بيع هذه الأوراق، بما في ذلك ملاحظات نيوتن على فان هيلمونت ، في عام 1936 لهواة جمع العملات والنوادر.