يعد الشاعر الإيطالى جياكومو ليوباردى (1798–1837)، أحد أعظم الشعراء الإيطاليين على الإطلاق، والأبرز فى القرن التاسع عشر، وعرف بقصائده الفلسفية، ويصنف ضمن المتشائمين الكبار كنيتشه وشوبنهاور، واعتبرت قصائده ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور وفقا لتصنيف مكتبة بوكلوبن العالمية.
وبرغم أن "جياكومو ليوباردى" نشأ فى قرية ريكاناتى المحافظة إلا أنه كان على تواصل مع الكتاب التنويريين في إيطاليا، كانت له لمسة مجددة فى العصر الرومانطيقى، وتعد اللانهاية أو الأبدية القصيدة الأكثر تميزا بين قصائده الرعوية، وهى القصيدة التى كتبها فى عام 1819، وهو العام الذى عانى فيه الشاعر حالة من الاكتئاب قادته إلى حافة الانتحار لكن فى نفس الوقت أشعلت فيه الحاجة إلى الكتابة كوسيلة للخلاص، وباعتبارها أعظم قصائد ليوباردى الشعرية، استحوذت اللانهاية على اهتمام الباحثين والنقاد بالإضافة إلى الشعراء من كل أنحاء العالم.
"قصائد" جياكومو ليوباردى
ودرس جياكومو ليوباردى اللاتينية واللاهوت والفلسفة، وكتب أول أعماله وهو فى الخامسة عشرة من عمره. أصيب مبكراً بمرض خطير ظل يعانى تداعياته طيلة حياته، كان مناهضا كبيرا للحركة الرومانسية وكتب ضدها "ما تحدث به إيطالى حول القصيدة الرومانتيكية"، عاش حياة هى أقرب إلى العزلة، ومن روائعه القصائد الخمس: "الفكر المسيطر"، "حب وموت"، "إلى ذاتِه"، "كونسالفو"، و"أسباسيا"، التي كُتبت بين عامَي 1831 و1835، آخر مؤلفاته: "غروب القمر ونبتة الوزَّال". توفي في نابولي سنة 1837.
وأشهر أعماله على الإطلاق هو ديوان "كانتي" وتعني الأغاني أو الأناشيد هي مجموعة من القصائد التي كتبها جياكومو ليوباردي في عام 1835، ويعتبر العمل عموما واحدا من أهم الأعمال في الشعر الإيطالي.
ودائما ما ينظر إلى "ليوباردى" على أنه من أشهر المتشائمين في تاريخ الأدب العالمي، وظل ولفترة طويلة يحتل مكانة رفيعة في تاريخ التشاؤم الأوربى، نظرة ليوباردي العدمية إلى الوجود لا يمكن أن نجد لها مثيلا إلا عند فلاسفة من أمثال شوبنهاور ونيتشه.
منظور ليوباردي المتشائم والكئيب عن الحياة عبر عنه في العديد من قصائده، ففي عام 1826 كتب يقول: كل شيء شر، أعني، كل شيء موجود لغاية شريرة، هذا الوجود معيب وشاذ ومتوحش، والشر هو الغاية والغرض النهائي من الكون، والشيء الوحيد الجيد حقا هو العدم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة