فرعون موسى محط جدل للعديد من الباحثين على مدار التاريخ، حيث طرح العديد من الأقاويل إنه رمسيس الثانى، لكن مؤخرًا انطلقت مبادرة بعنوان "My Colorful Past" تستخدم تقنية التعرف على الوجه من خلال التكنولوجيا لإعادة بناء وجوه الناس من التاريخ، وأعاد هذا المشروع بناء وجه واحد من أعظم الفراعنة "سيتى الأول" زاعما أنه لعب دورا فى قصة موسى، هذا الفرعون قاسيًا للغاية، ووفقًا للكتاب المقدس فقد أخبرت نبوءة أن شخصًا ما سيولد ويتولى عرشه، وهذا دفعه إلى الأمر بقتل جميع الرضع الذكور، أدى هذا إلى وضع أم موسى موسى فى صندوق في نهر النيل، وقد عثرت عليه لاحقًا أميرة مصرية قامت بتربيته كطفلها الخاص فى قصر الفرعون، والسؤال هنا هل فرعون موسى هو سيتى الأول أم رمسيس الثانى؟
قال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إن مهما تم عمال تقنيات حديثة على إعادة وجوه المصريين القدماء لن تظهر الشكل الحقيقى لهم، فكانت فى السنوات الماضية عدة محاولات على إعادة وجه الملك توت عنخ آمون من قبل عدة فرق فرنسية وأمريكية ومصرية، لكن جميعهم أظهروا وجوه لم تمت بصلة للفرعون الصغير.
وأشار الدكتور زاهى حواس فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، كما أنه لا يوجد دليل أثرى أو لغوى على أن سيتى الأول كان موجود فى عصر نبى الله موسى، كما لا يوجد أى آثار متعلقة بأنبياء الله على الإطلاق، وكل من يفتى فى هذا الأمر كلامه غير خزعبلات وخرافات.
ولفت الدكتور زاهى حواس أنه كانت الدراسات طوال السنوات الماضية يجريها الأجانب، وكانوا يأخذون منها أجزاء فمن أجرى أشعة الـ"Xray" لمومياء توت عنخ آمون سرق جزءا من المومياء، ومن أجرى أبحاثا على مومياء رمسيس الثانى حتى يثبت ما إذا كان فرعون موسى من عدمه وتم سرقة شعره، لكن تم استعادة الشعر مرة أخرى، لكن لم نستطع إثبات إذا كان هو فرعون موسى أم لا، حيث أنه لا يمكن عن طريق الأشعة المقطعية أن نعرف أن المومياء ماتت عن طريق الغرق، الشىء الوحيد الذى يثبت ذلك هى الرئة وهى غير موجودة داخل المومياء.
وأوضح الدكتور زاهى حواس، يجب أن نفصل فى علم الآثار بين الدين والآثار نهائيًا، فجميع ملوك الفراعنة لم يحدد لهم كانوا متوجدين فى أى عصر من عصور الأنبياء، وفرعون مصر لم يحدد شخصيته حتى الآن سواء كما تقول التواراه بأن الفرعون أثنين وليس فرعون واحد، أو كما ذكر فى القرآن الكريم أنه فرعون مصر شخصية واحدة، ولكن كلاهما لم يحدد من هما على الإطلاق فى الأدلة الأثرية.