صور.. التنقيب عن الذهب خارج زمان ومكان "كورونا".. الأودية الجبلية الوعرة تسمع عن الفيروس من بعيد.. والمنقبون يقيمون فى خيم من القماش ويأكلون المعلبات ولا ينزلون الحضر إلا للضرورة.. وأحدهم: نعيش دون هواتف محمولة

الخميس، 04 يونيو 2020 05:00 ص

التنقيب عن الذهب فى زمن الكورونا

البحر الأحمر عماد عرفة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فيروس كورونا المستجد، لا حديث للعالم اجمع في تلك الايام الا عنه، حيث انه هو الاكثر انتشارا وضجيجا وقلقا بين سكان العالم، الا في الاودية الجبلية الوعرة وسط الصحراء الشرقية، وبين المنقبين عن خام الذهب، فلا يذكر كورونا هناك ولا تداول اخباره ولا يسمع المنقبين عنه شيئا.

علي بعد مئات الكيلو مترات من شواطئ محافظة البحر الأحمر الجنوبية وفي عمق الصحراء الشرقية، هناك الكثير من المجموعات الصغيرة والكبيرة منها مما ينقبون عن خام الذهب الخام بينهم من ينقل بشكل شرعي والكثير مازالون يهربون من مظلة القانون في الصحراء الواسعة، تلك المجموعات التي تسكن الصحراء لاشهر طويلة تعيش ليلها في مخيمات من القماش، لا تسمع شىء عن الغول الذي ينهش في العالم الخارجي بالنسبه لهم، ويعيشون حياتهم بهدوء دون قلق من كورونا للوصول لهدفهم والحصول علي اكثر انتاج من خام الذهب الغنية بة تلك المناطق .

يقول حسام الأمير أحد العاملين في التنقيب عن الذهب باحد الاودية الجبلية القريبة من مدينة الشلاتين، أنهم لا نسمع عن تلك الكورونا الا عندما ننزل للمدينة لشراء مستلزماتهم من طعام وشراب ويؤكد أن من بينهم الكثير حتي الان لا يسمع عنه ويقضي كل وقته وسط الجبال الواعرة حيث لا يوجد هناك انترنت ولا شبكات اتصالات من الاساس لمطالعة ما يقوله العالم عن الفيروس .

اضاف حسام الأمير أن في خيم صغيرة من القماش القوي يعيشون ايامهم خلال اعمال التنقيب عن خام الذهب، واغلب طعامهم عباره عن معلبات تفتح بالطلب حتي لا تفسد في تلك الجبال الوعرة، والمياه ربما تكون الاغلي هناك حيث اننا لا نستخدمها سوي في الطعام والشراب، ولا وجود للاستحمام هناك توفيرا للمياه .

تابع : انه كان له فترة قد تتعدي الشهرين في قلب الجبال ولا يسمع عن الكورونا وعند سفره لبلدته لقضاء اجازة العيد راي كيف هو حجم الكارثة التي يتحدث عنها الكثير مؤكدا أن رغم الصعوبة المعيشية في قلب الجبال الوعرة الا أن نسبة الاصابة لكورونا هناك ضعيفة جدا لعدم وجود ازدحام او مترددين هناك .

من جانب اخر قال عادل شعبان أحد قائدي المعدات الثقيلة من العاملين في التنقيب عن الذهب، مع احد الحاصلين علي ترخيص التنقيب من شركة الشلاتين للتعدين، أن هناك عدة طرق لاستخراج الذهب في تلك الايام من بينها التنقيب من خلال العروق بحيث يقوم المنقبون بتكسير الصخور من في اعلي قمم الجبال والقيام بطحنها في مطاحن مخصصة واستخراج خام الذهب منها من خلال مواد كيمائية تعزل الصخر عن خام الذهب وهي ما يقوم به اغلب العاملون في التنقيب .

واضاف ل اليوم السابع الطريق الاخري تقوم المعدات بالحفر في الصحراء وبعد رفع الرمال والوصول لطبقة الارض الثابتة تقوم المعدات بالتكسير ويبدا المنقبين بالبحث من خلال الاجهزة، لاكثر من 10 امتار بحثا عن خام الذهب .

وتابع : أن في اغلب الاحيان يكون هناك انتاج يومي من جرامات الذهب، حيث اغلب اصحاب اعمال التنقيب يقومون بعملية تأجير للمعدات بالساعه او بالنسبة ويستمر العمل لايام طويلة ليل نهار وتكون هناك سيارة مخصصة لاحضار الماء والطعام يوميا للمنقبين ونقل مخيماتهم عن التنقل بين الاودية الجبلية الوعرة .

من جانبه قال أبو عبيدة البشاري، من الحاصلين علي تصريح باستخراج الذهب من شركة الشلاتين التعدين، أن اماكن التنقيب عن الذهب بعيدة عن المدينة وأن ما بحتاجه المنقبون يوميا هو الطعام والماء وكذلك السولار لتشغيل المعدات، مؤكدا أن البقاء في الجبال اوفر بكثير بدلا من النزول يوميا للمدينة من الجبال عقب انتهاء العمل .

واضاف ابو عبيدة البشاري ل اليوم السابع، أن اليوم داخل مناطق التنقيب عن الذهب يمر في العمل فقط ليل نهار مع تقسيم العمل علي الافراد والعاملين كلا في مكانه، مؤكدا علي ان هناك لا يوجد تجمعات يحدث منها مخاوف من فيروس كورونا .

وتابع: في تلك الأيام وما يشهده العالم من فيروس كورونا المستجد أصبحت الجبال الأكثر امانا منه حيث أن هناك الهواء النقي والخلاء ولا يوجد تجمعات، ولا يصل الي هنا فيروس كورونا المستجد ولا احد يفكر في شىء سوي في العمل فقط .

وقال أحمد بشير، سائق سيارة نقل، انه يعمل مع احد المقاولين الذين حصلوا علي تصريح بالتنقيب من شركة الشلاتين للتعدين ومهمته يوميا احضار المتطلبات اليومية من الشلاتين لانها الاقرب لمناطق التنقيب، ومن بين تلك المتطلبات الطعام وغالبا ما يكون معلبات حتي لا يفسد مع شدة الحرارة ومع الوقت، وكذلك المياه وهي اهم شىء، والسولار التي تعمل به المعدات للتشغيل .

واضاف أحمد بشير ل اليوم السابع، أن الصلاة بالتيمم في الجبال هناك لعدم وجود كثرة في المياه ويتم استخدامها في الطهي والشراب فقط، موضحاً أن هناك لا حياة سوي للعمل والمحاولة في استخراج والتنقيب عن الذهب والحصول علي كميات كبيرة .