هل نترك مستقبل العلاقات المصرية الكويتية فى أيدى مجموعة من المنفلتين من أبناء الشعبين : المصرى والكويتى ؟
هناك ثوابت وأرضية يجب أن تكون أقوى وأكثر متانة من صنيع هؤلاء السفهاء من الجانبين ، ما يربط الكويت بمصر ، ليس وليد اليوم أو أمس القريب ، ولا نحتاج الى براهين وأدلة تؤكد أو توضح كيف تعاملت الشقيقة الكبيرة مصر على مدار تاريخها مع الكويت وبقية الأشقاء العرب ، ليس منا ولا عطاء ، ولكن عن حب وطيب خاطر ، ولروابط التاريخ والدين والعروبة والمصير المشترك ، واشياء كثيرة تجمع ولا تفرق ، وعندما حدث وبغت العراق على جارتها الكويت ، لم يجد أهلنا فى الكويت أفضل ولا أحن ولا أأمن من مصر ليحلوا عليها أعزاء كرام بين أهلهم وأخوتهم، وعندما آن أوان أن تفيق العراق من غطرسة ونشوة القوة الكاذبة كانت مصر وجيشها القوى فى الصدارة حتى يعود أهل الكويت الى أرضهم، ويتأدب من بغى، ويعود إلى وكره.. وبنفس المنطق لا نحتاج أن نذكر أو نعدد المواقف التى خفت فيها الكويت حكومة وشعب للوقوف بجانب مصر حبا وكرامة أيضا.
ما الجديد إذن ولماذا حول البعض وسائل التواصل الاجتماعى إلى ساحة للتراشق، وقطع الأرحام وتقطيع الوشائج التى تربط البلدين وتبادل السباب والعنصرية بين الشعبين؟
ما حدث أحد تبعات "كورونا"، معروف أن هناك من يسمون بتجار "التأشيرات" فى كل دول الخليج وليس الكويت فقط، يبيعونها بمقابل كبير ويستجلبون على أساسها عمالة "وهمية" من مصر ومن غيرها من الدول فى شتى المجالات حتى اذا دخلوا الكويت بصورة قانونية ، يتركونهم يبحثون عن عمل بمقابل شهرى يدفعونه للكفيل حتى يبقيهم تحت مظلته الشرعية ، فلما حدثت كارثة كورونا، انقطعت السبل بالجميع، ووجد عشرات الآلاف أنفسهم بلا عمل ولا مورد رزق ، ولا يجدون حتى ثمن تذكرة الرجوع، وانفلتت الأعصاب ومعها اللسان ، "كلمة من هنا وأمامها كلمة من هناك" وتحول الأمر إلى "ردح" متبادل، كل طرف يحاول أن يدعى أنه صاحب الفضل والمن والكرم وأن يده هى الأعلى، هذا التراشق نال للأسف من ثوابت ما كان يجب الاقتراب منها، ومستقبل العلاقات المصرية الكويتية لن تقرره هذه الفتاة الكويتية المفلتة اللسان التى تستعدى الجميع ضد مصر وتحاول الزج باسم الأمير، والأسرة الحاكمة، رافعة شعار "الكويت للكويتيين" وكأن المصريين ينازعونهم هذا الأمر، وفى المقابل هناك من السفهاء سليطى اللسان من الجانب المصرى يردون الإساءة بأسوأ منها .
سفهاء الإعلام الرياضى ضيعوا علاقاتنا المتجذرة مع الأشقاء فى الجزائر قبل سنوات وبقى جرح لم يندمل بعد، فلا تتركوا سفهاء وسائل التواصل الاجتماعى يكررون نفس المأساة مع الشقيقة الكويت ، خاصة أن الإخوان دخلوا على الخط وراحوا ينفخون فى النار حتى يتطور الأمر ويصل الى مرحلة لا يحمد عقباها .
نعم العلاقات بين البلدين أعرق وأكثر متانة من أن يؤثر فيها سفيه هنا أو سفيه هناك، أو عنصرية هناك أو منفلت اللسان هنا .ولكن الأمر يحتاج الى عقلاء لهم ثقل من الجانبين ، لكى يقطعون الطريق على السفهاء .
شىء أخير: لا يجب أن نقلل من حجم وخطورة وتبعات التراشق الذى حدث أو نستهين به.. بلاد سقطت ، وبلاد احترقت بـ "السوشيال الميديا" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة