كل يوم وربما كل ساعة، هناك خبر جديد عن فيروس كورونا، طبيعته، كيف يصيب البشر، تركيبته الجينية، مدى توحشه مع البعض وضعفه مع آخر، لماذا ترتفع الإصابات وكيف تنخفض، وماهى ذروة المرض، أو فترة انحساره؟
لا أحد يمكنه التنبؤ بمستقبل قريب للفيروس والتعامل معه، المعامل والباحثون والعلماء يواصلون عملهم وكل لحظة هناك أخبار بعضها مطمئن والبعض الآخر يثير القلق. هناك شركات ودول تعلن عن قرب التوصل إلى لقاح أو دواء، بينما تخطت حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، حاجز الـ388 ألف حالة حتى أمس الأول، حيث تم تسجيل أكثر من 6.5 مليون إصابة فى مختلف دول العالم، وتخطت حالات الشفاء أكثر من 3 ملايين، وذلك وفق إحصاء ورلد ميترز، ويواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه فى مختلف دول العالم، وبدأت دول مختلفة فى تخفيف إجراءات الإغلاق الكامل.
وكل لحظة هناك جديد، ومع تعدد الأخبار والتصريحات، إلا أن واقع الحال يشير إلى استمرار الخطر، فى وقت تستعد دول مختلفة إلى التخلى عن الإغلاق الكامل والعودة التدريجية إلى استئناف النشاط، فى إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها.
ومع ظهور أخبار عن لقاحات أو أدوية، سرعان ما تختفى، ففى حين أعلنت شركتا «تاكيس» و«روتافارم بيوتيك» الإيطاليتان عن لقاح جديد لمواجهة كورونا باستخدام الحمض النووى اسمه «Covid-eVax». وفى نفس الوقت شدد وزير الصحة الإيطالى، روبيرتو سبيرانتسا تزامنا مع رفع القيود عن حركة التنقل أن «الفيروس لم ينته بعد.. يجب أن نمضى بحذر والاستمرار فى اتباع القواعد التى تعلمناها فى هذه الأسابيع لأنها مفتاح المعركة ضد كوفيد-19. فالفيروس لا يزال خطيرًا للغاية».
فى الوقت نفسه أعلن بيل جيتس، الملياردير الأمريكى مؤسس ميكروسوفت، أنه يتوقع التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا قبل نهاية العام الجارى، مشيرا إلى أن فريق العمل الخاص به يعمل حاليا على أكثر من لقاح وبمجرد التوصل إلى لقاح ويتم اعتماده بشكل رسمى سوف يتم البدء فى تصنيعه بشكل كبير. وظهور بيل جيتس فى الصورة، له دلالات ويثير هو الآخر أسئلة، عن علاقة العمل فى تقنيات المعلومات، بإنتاج أدوية ولقاحات، لكنه يكشف أيضا عن صور جديدة للعولمة، من خلال إدماج علوم الحاسب مع علوم البيولوجيا والطب.
بيل جيتس نفسه أحد الذين توقعوا ظهور وباء فيروسى قبل ثلاث سنوات، وبالرغم من أن أكثر من بحث علمى أكد أن فيروس «كوفيد 19» هو تطور طبيعى وليس مصنعا، لكن بعض الإشارات اتجهت إلى بيل جيتس كأحد الضالعين فى مخطط أو «مؤامرة» إنتاج الفيروس، تمهيدا للقاح تقنى يمهد للتحكم فى البشر.
جيتس لم يتوقف ليرد على هذا، لكنه واصل تصريحاته التى تشير إلى أنه أحد المندمجين فى سياقات مواجهة والتعامل مع الفيروس. وقال خلال حوار مع شبكة «سكاى نيوز»، إنه يجب البدء فى بناء مصانع جديدة توفر اللقاح ليتم توزيعه على مختلف دول العالم حتى نعود إلى طبيعة الحياة. موضحا أن لقاح فيروس كورونا يحتاج إلى 10 مليارات دولار وأنه يتواصل مع دول للمشاركة فى صندوق تطوير اللقاحات.
فى نفس السياق، أعلنت شركة مودرنا عن دخول لقاح أمريكى mRNA-1273 المرحلة الثانية من التجارب. وحسب صحيفة ديلى ميل البريطانية، أوضحت شركة التكنولوجيا الحيوية أنها طورت اللقاح باستخدام جزء من المادة الوراثية لفيروس كورونا. تزامنا مع إعلان شركة « إيلى ليلى» الأمريكية عن بدء تجارب لاختبار دواء محتمل، وحسب موقع روسيا قالت إن الدواء يقوم على علاج المرض بالأجسام المضادة، وتوقعت ظهور نتائج نهاية يونيو الحالى.
من أمريكا إلى روسيا حيث أعلن نائب رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم، رئيس قسم العلوم الطبية الحيوية، الأكاديمى فلاديمير شيخونين، أن العلماء الروس يعملون على تطوير عقار غير عادى ضد عدوى الفيروس التاجى، والذى يمكن إدخاله إلى الجسم على شكل زبادى. أما الصين فقد أعلنت شركة سينوفاك للتكنولوجيا الحيوية الصينية ثقتها بنجاح لقاحها لمرض كوفيد-19، مشيرة إلى أنها شرعت حاليا ببناء مصنع بهدف لإنتاج 100 مليون جرعة من لقاح فعال بنسبة 99%، ودخلت شركة نوفارتيس السويسرية على الخط وأعلنت عن لقاح يعتمد تكنولوجيا الجينات وهو نوع من الأدوية الذكية.
الشاهد فى كل هذا أن هناك جهودا فى كل دول العالم، ومع هذا يظل الخطر مستمرا، وبالرغم من أن كورونا ساهم فى تطوير أبحاث الفيروسات، لكن تبقى الإجراءات الوقائية هى الحل المضمون، لحين التوصل إلى نتيجة حاسمة.