هناك بعض التفاصيل التى تبدو اضطرارية بسبب فيروس كورونا، لكنها بالفعل مفيدة حتى لو جرت بسرعة أو تواجه بعض الصعوبات مثل كل جديد.. مثلا صرف الرواتب من خلال ماكينات الصرف بدا صعبا فى البداية ومع الوقت حدث اعتياد يقلل من فكرة الصراف أو المكاتب.. ومن هذه الميزات تطبيق صحة مصر الذى أتيح على الموبايل مؤخرا وخلال أيام وصل عدد المشتركين إلى مليون حسبما هو معلن، بالرغم من أن حجم الدعاية له لم يكن كبيرا، ويتوقع أن يتضاعف الرقم عدة أضعاف خلال الفترة المقبلة.. التطبيق مخصص لفيروس كورونا ويقدم معلومات ويتيح الأخبار على صفحة وزارة الصحة.
موقع وزارة الصحة على شبكة الإنترنت وعلى فيس بوك، هو نفسه تطور مهم فيما يتعلق بإتاحة أخبار الصحة بشكل لم يكن متاحا قبل الأزمة.. صحيح أنه يركز أكثر على فيروس كورونا، لكنه ربما يمكن أن يمثل فى حال تطويره واستمراره ما بعد الفيروس منصة تواصل بين الصحة والجمهور.. بالطبع الوزارات المختلفة بحاجة إلى تطوير مواقعها على الإنترنت بشكل يتيح معلومات وليس فقط دعاية، خاصة الوزارات الخدمية أو وزارات مثل السياحة والتجارة والاستثمار، التى يمكنها توظيف مواقعها لإتاحة محتوى باللغة العربية واللغات المختلفة لتكون موجهة للخارج سواء فيما يتعلق بعرض فرص الاستثمار أو الترويج للسياحة بعد كورونا.
وبالعودة إلى تطبيق صحة مصر فهو يقدم حتى الآن نصائح قصيرة عن الوقاية والإجراءات الاحترازية بأصوات ممثلين أو نجوم، لكنها غالبا نصائح مكررة تحتاج إلى تحديث، كما أن المعلومات التى تتاح شحيحة، التطبيق مازال جديدا وبالطبع فسوف تتاح له تحديثات يمكن أن تجعله بالفعل بوابة على الصحة، ويمكن أن يتضمن التطبيق والموقع لينكات على تقارير وموضوعات مهمة تزيح الغموض، وتخفف من الفزع وتضيف بشكل يومى تفاصيل عن العلاج والأدوية المتاحة، مع نصائح أو أفكار من أطباء للمرضى وذويهم، أو نصائح نفسية يمكن أن تمثل نوعا من الاطمئنان وتخفيف شعور القلق والهلع لدى كثيرين.
كان يمكن إتاحة تطبيق صحة مصر أثناء الحملة الناجحة 100 مليون صحة ومكافحة فيروس سى، ومع الوقت تكون بوابة يعتاد المواطنون التعامل معها بسهولة، مع الأخذ فى الاعتبار أن مصر بها 40 مليون مشترك فى «فيس بوك» ربما يمكن أو يفترض أن يكون نصف هذا الرقم أو ربعه على تواصل من خلال تطبيق صحة مصر.
ومن بين التحديثات المطلوبة أن يتيح تطبيق صحة مصر ردودا فعلية على تساؤلات المستخدمين بجانب أرقام الوزارة والحكومة والمحافظات بشكل يمكن من خلاله تسهيل التفاعل والتواصل بين الجمهور والخطوط الساخنة.
ويمكن فى حال نجاح واستمرار التطبيق بعد كورونا أن يفيد فى التسجيل بمشروع التأمين الصحى الشامل أو التعامل مع استفسارات المواطنين الوقائية أو المرضية واستخراج قرارات العلاج أو إرسالها إلى المستشفيات بشكل يخفف من الضغط على المكاتب والموظفين، كما يسهل استخراج وتنفيذ قرارات العلاج للمواطنين، كما يمكن ربط شبكات الصحة بقواعد المعلومات للمواطنين لتتيح شبكة تواصل يمكنها حل مشكلات الأسرة فى المستشفيات.
قد يكون تطبيق صحة مصر جاء اضطراريا فى ظل أزمة فيروس كورونا، لكنها فرصة ليتم تحديثه ليصبح نافذة ومكانا يمكن من خلاله التعامل مع شؤون الصحة وتعميمه فى وزارات وجهات بحاجة إلى مثل هذه النوافذ للجمهور لتكون منصات معلومات مفيدة.