واحدة من أفضل الروايات الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، هى رواية "عطر البارود" للكاتب الإريترى هاشم محمود، وهى الرواية الحائزة على جائزة منظمة المرأة العربية لأفضل رواية أفريقية تناولت المرأة لعام 2019، وحسب تصنيف الناشر تعتبر الأكثر مبيعا خلال عام 2019، حيث صدر منها 3 طبعات متتالية.
صنعت الرواية قصصا إنسانية جعلت لذلك البارود رائحة، فلم يستسلم أصحاب الأرض أمام الاحتلال، بل كافحوا وناضلوا ونثروا عطورهم الفواحة الجميلة في ثوب الإنسانية، فنشأت قصص الحب واستطاعت أن تمحو كل الآلام وأن تجعل من اللقاء أملا للحصول عليه داخل الأوطان المحررة على يد أبناءها.
يسرد الكاتب من خلال روايته مشقة الحروب، وما خلفه المستعمر من خراب ودمار، ومحاولة الشرفاء الوطنين لخوض تلك المواجهات والحرب الشرسة، والتي جعلت من النساء والأطفال والكبار يلجئون إلى المخيمات.
يسلط هاشم محمود في "عطر البارود" الضوء على خمسة من هؤلاء؛ محمد وأحمد وإبراهيم وأبراهام وميكائيل، وتدور بنا أحداث الرواية في سلاسة بين ما يواجههم من عقبات، وحيلهم في التغلب عليها وتذليل العقبات، واضطرارهم للهجرة إلى السودان مؤقتًا لترتيب الأوضاع وتنظيم الصف، ثم العودة تحت وطأة الخطر إلى بلدهم المكلوم، والمشاركة في الجهاد المسلح ضد المغتصب.
تدور الرواية حول معارك الطاحنة بين إرتريا وإثيوبيا، ويتمكن جيش الثورة الإريترية من انتزاع مصوع، ويحصل ميناء مصوع على صك حريته في فبراير 1990، وتتوالى انتصارات الجيش الثورة، وشيئًا فشيئًا يتحرر التراب الإريتري، وتبدأ رحلة جديدة من التحرير، تحرير النفوس من الوهن، ونشر البسمة في القلوب وعلى الوجوه، ويرتبط محمد بحبِّ حياته عافيت، ويولد أمل من رحم الألم والغصة.
والروائي الإريتري هاشم محمود حسن محمد، من مواليد عام 1976، وتعد رواية "عطر البارود" أحدث أعماله، صدرت عن دار روافد للنشر والتوزيع، في مارس 2019، وسبقها بروايتي "تقوربا" و"الطريق إلى أدال"، ومجموعة قصصية بعنوان "شتاء أسمرا".