فى مبادرة مميزة لمواصلة التكافل المجتمعى فى ظل الظروف الحالية، أطلق مجموعة من الشباب وكبار السن من العاملين بمهنة "الحفار" تكريم الموتى ودفنهم فى المقابر بمختلف قرى ونجوع مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر - مبادرة جديدة للمساهمة فى تقديم الدعم للأهالى والأسر الذين يحتاجون لمن يدفن شهداؤهم من المتوفين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" داخل مستشفيات الحجر أو العزل الصحى خلال الفترة المقبلة.
وفى هذا الصدد ، عقد الدكتور زكريا الحداد مدير الإدارة الصحية بمدينة إسنا، لقاء موسعا مع مجموعه من الشباب وكبار السن من قرية النمسا ومدينة إسنا، وهم المتبرعون بدفن المتوفين بفيروس كورونا، والذين أبدوا استعدادهم الكامل لدفن الموتى بالكامل فى مختلف قرى ونجوع مدينة إسنا بالمجان، وتم تقديم دعم لهم عبارة عن ندوة لشرح كافة تفاصيل الوقاية واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة العدوى وحماية أنفسهم خلال كافة تفاصيل العمل بالدفن وتكريم الموتى.
ومن جانبه، يقول أبو العباس على النجار على حسن، أنهم مجموعة من الحفارين الذين يكرمون الموتى بالمقابر، قرروا التبرع بدفن كافة حالات الكورونا وغير الكورونا على مستوى مركز إسنا بالكامل لوجه الله، ولذلك تواصلوا مع مسئولى الإدارة الصحية بمدينة إسنا، لإمداداهم بكافة المعلومات والنصائح اللازمة لحمايتهم خلال عمليات الدفن من أى عدوى، موجهاً الشكر لقيادات مديرية الشئون الصحية بمحافظة الأقصر، والذين لم يتأخروا عنهم فى دعمهم ، حيث سلموهم البدل الواقية وكافة الإرشادات الطبية، والكحولات اللازمة، بجانب كل المستلزمات الطبية التى تقيهم من العدوى بالفيروس.
وأكد أبو العباس على النجار لـ"اليوم السابع"، أنه بعد المبادرات الناجحة من شباب وأهالى محافظة الأقصر، للمساهمة فى عمليات تكفين وتغسيل المتوفين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى مستشفيات الحجر الصحى ومستشفى حميات الأقصر، والمستمرة على قدم وساق، قرروا إطلاق مبادرتهم لاستكمال سلسلة رجولة وأصالة الصعايدة فى وقت الأزمات والمحن، وذلك للمساهمة والتبرع بتقديم يد العون لرجال الفرق الطبية والتمريض داخل مستشفى إسنا التخصصى المخصصة للعزل والحجر الصحى، وذلك لتكريم ودفن المتوفين من حالات كورونا والمساهمة فى أية خطوات يحتاجها أبناء وأسر المتوفين حتى تكريم أى متوفى بالفيروس.
فيما قال جعفر عبد الدايم رمضان أحد أقدم الحفارين بمدينة إسنا، لـ"اليوم السابع"، أنه يعمل بتلك المهنة منذ طفولته وورثها عن والده وجده، فهم عائلة متخصصة فى تكريم الموتى منذ القدم، حيث يقوم أبناء مدينة إسنا المشاركين بالمبادرة فى تكريم الموتى ودفنهم فى مقابر النمسا والقرايا وساحل القرايا وشرق دويح ونصف إسنا قبل والمساوية ونجع الشيخ فضيل، ومقابر بندر إسنا، وغيرها من المقابر المنتشرة بمختلف أرجاء المدينة، ولذلك تجمعوا بحكم تشاركهم فى نفس المهنة وقرروا إطلاق تلك المبادرة للتأكيد على رجولة أبناء مدينة إسنا فى الشدائد.
وأضاف جعفر عبد الدايم رمضان أحد أقدم الحفارين بمدينة إسنا، على أن رجال الإدارة الصحية بمدينة إسنا لم يتأخروا مع مبادرتهم نهائياً، وقرروا عقد لقاء معهم لتوعيتهم بكل خطوات العمل ودعم الأهالى والحفارين فى تلك المبادرة، وهم كل من سيد محمد السايح وأبو العباس على النجار، وصلاح جعفرى عبد الدايم، وعبد الرضى قناوى عبد الجليل، وغيرهم من أبناء الحفارين بإسنا، حيث قدم لهم مدير الإدارة الصحية الدكتور زكريا الحداد، كافة الدعم اللازم وتسليم البدل الواقية من العدوى وكذلك الإرشادات الطبية والكحولات والمستلزمات الطبية اللازم لإنجاح تلك المبادرة.
وفى نفس السياق صرح الدكتور زكريا الحداد، مدير الإدارة الصحية بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، أنه يتم تقديم الدعم لكافة المبادرات الإنسانية التى تهدف لمساعدة أى مواطن مصاب أو متوفى فى تلك الأزمة وخدمة الأسر المختلفة وتوفير الدعم اللازم للجميع، ولذلك عقب إطلاق تلك المبادرة من حفارين مدينة إسنا والذين لهم باع طويل فى عمليات دفن الموتى وتكريمهم، أن يتم التواصل معهم وجمعهم فى يوم واحد لتقديم يد العون لهم فى تلك المهمة الوطنية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف مدير الإدارة الصحية بمدينة إسنا لـ"اليوم السابع"، أن الإدارة تسعى لتقديم كافة أنواع الدعم للجميع فى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك لحماية الأهالى وتقديم الدعم اللازم لهم، موضحاً أنه تقرر أن يكون الأولوية بمستشفى إسنا للحجر الصحى فى العزل داخلها خلال الفترة المقبلة، سيكون لأهالى مدينة إسنا ومن الحالات التى تم فحصها خلال الفترة الماضية داخل مستشفى صدر إسنا وثبتت إيجابية مسحتهم خلال الأيام الماضية، موضحاً أن رجال مستشفى صدر إسنا انطلقوا بدءاً من الأسبوع الماضى فى سحب المسحات لأصحاب الملفات التى تم تقديمها، حيث تم الإتصال بجميع أصحاب الملفات، لكى يتوجهوا لمقر المستشفى لسحب المسحات لهم، موضحاً أنه تم خلال الساعات الماضية أعمال تجهيز مستشفى الصدر بإسنا بسعة 14 سريرا قابلة للزيادة، وذلك للبدء الفعلى فى إنقاذ أهالى مدينة إسنا من أصحاب الحالات الحرجة بإدخالهم بأولوية مسبقة لمستشفى العزل الصحى بإسنا.
وأوضح الدكتور زكريا الحداد أن هناك انفراجة فى عملية العزل بمستشفى إسنا التخصصى لأهالى مدينة إسنا، حيث تم الاتفاق بين الدكتور السيد أحمد عبد الجواد وكيل وزارة الصحة ومسئول التنسيق، على أن تكون الأولوية للمترددين على مستشفى صدر إسنا والذين تم فحصهم خلال الفترة الماضية، مضيفاً أنه تم دخول خمسة حالات من مدينة إسنا، وتم صباح أمس السبت دخول ثلاث حالات من إسنا ورفض دخول حالتين، وجار الآن التنسيق لدخول عشرين حالة جديدة، موجهاً الشكر لوكيل الوزارة، ومسؤول التنسيق بالمديرية، وجار حالياً الاتصال للحالات حسب الأولوية.