أصبح وباء "كورونا"، هو الهاجس الأكبر لدى الجميع خلال هذه الأيام، لا سيما مع تفشي الفيروس وانتشاره بين الكثيرين، حيث يسمع الشخص بين ليلة وضحاها إصابة قريب أو صديق أو شخص معرفة بهذا الفيروس اللعين، فيوجس فيه نفسه خيفة من هذا الوباء.
ومع ارتفاع هذه المخاوف، أصبح بعض المواطنين الذين يصابون بنزلات برد "عادية جداً"، والذين ترتفع درجة حرارتهم بشكل استثنائي، يتعاملون مع الأمر على أنه "كورونا"، ويسلم الشخص بأنه مصاب بالفيروس اللعين، رغم أن معظمهم لم يتأكدوا من حقيقة إصابتهم، بالوسائل الطبية الحقيقية.
وما أن يشعر بعض المواطنين بتغيرات صحية طفيفة في حياته، كان يصاب بأكثر منها في السنوات الماضية، حتى يتسلل لواذا إلى "الكيبورد" ويضع نفسه بين قوائم المصابين بالفيروس، من خلال بوست عميق على السوشيال ميديا معلناً فيه إصابته بالفيروس، طالباً الجميع بالدعاء له، رغم أن احتمالية اصابته طفيفة وربما تكون غير حقيقية بالمرة.
هؤلاء وغيرهم، يصنعون مناخاً تشاؤمي لدى الجميع، ويصدرون الإحباط والاكتئاب على السوشيال ميديا لغيرهم، ويزيدون من فزع الناس وخوفهم.
وفي المقابل، تجد كثير من المواطنين يتعاملون مع الوباء باحترافية شديدة، يتخذون الإجراءات الاحترازية يوماً تلو الآخر، وحتى اذا داهمهم الفيروس اللعين، يتأكدون من وجوده أولاً، ثم يتعاملون معه بهدوء شديد، دون صخب أو قلق، وربما لا يعرف أحداً شيء عن إصابتهم سوى المخالطين لهم، فينعزلون مع أنفسهم، ويلتزمون بالأدوية المقررة، ويحققون نتائج طيبة سريعة، وربما يتعافون من المرض دون أن يشعر بهم أحد.
لست من أهل الطب، لكني متأكد، أن الروح المعنوية في التعامل مع كافة الأمراض، بما فيها كورونا، السلاح الأقوى للفتك به، وأولى الخطوات نحو الشفاء السريع والعاجل، فلا تخافوا ولا تنزعجوا، وتعاملوا مع الأمر بهدوء، فيمر برداً وسلاماً عليكم.