حذر بحث جديد من تعرض غابات المنجروف لخطر الاختفاء بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار بحلول عام 2050، نظرا لأن هذه الغابات لن تكون قادرة على مواكبة ارتفاع مستوى سطح البحر إذا استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بلا هوادة، إذ تلعب هذه النباتات دوراً دورًا حيويًا في تخزين ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع درجة حرارة الأرض، مما يحمى من العواصف والتعرية الساحلية.
ووجدت الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس العلمية أن هذه الغابات ستكون معرضة لخطر الموت عندما ترتفع مستويات البحار بمعدل يفوق 6 ملليمترات في السنة، ومن المتوقع الوصول إلى هذا الحد في أقل من 30 عامًا، كما يقول العلماء، إذا لم يخفض الناس انبعاثاتهم من غازات الاحتباس الحراري، إذ ترتفع مستويات البحار بالفعل على مستوى العالم بمعدل يزيد عن 3 ملليمترات في السنة - على الرغم من أن بعض الأماكن تشهد بالفعل تغيرًا أكثر خطورة.
وقالت إريكيا آش إحدى المشاركات في الدراسة وهي عالمة في جامعة روتجرز Rutgers: "لدينا فرصة الآن لاتخاذ إجراء والحفاظ على معدلات ارتفاع مستوى البحار بدرجة أقل من هذه المعدلات الخطيرة، وهو جزء من سبب أهمية هذه الدراسة".
وتنشأ الأشجار حاجزًا ضد العواصف المدمرة، وتوقف زحف البحار من التهام المزيد من الأراضي، كما توفر المأوى للحياة البرية، علاوة على ذلك، فإن غابات المنجروف أفضل في الحفاظ على ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي من الغابات المطيرة من نفس الحجم.
وقد توصلت دراسة سابقة إلى أن ارتفاع منسوب مياه البحر على مدى السنوات الـ 120 الماضية هو نتيجة لتغير المناخ من صنع الإنسان وليس بسبب الاختلافات فى مدار الأرض، فعلى مدى الـ 66 مليون سنة الماضية تعرض كوكب الأرض للعصور الجليدية وظروف خالية من الجليد - كلاهما بسبب الاختلافات فى الخصائص المدارية للأرض، ومع ذلك فقد تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر فى العقود الأخيرة، مما يهدد بإغراق العديد من المدن والمجتمعات الساحلية المأهولة بالسكان والأراضى المنخفضة بحلول نهاية القرن.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، هذه النتيجة الناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة تشكل أيضًا تهديدًا خطيرًا للعديد من النظم البيئية ويمكن أن تتسبب فى أضرار باهظة التكلفة للبنية التحتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة