استمرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فى خطواتها لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذى تسبب وفقا لآخر إحصائية للمنظمة فى إصابة أكثر من 7 ملايين حول العالم ووفاة أكثر من 400 ألف شخص، وتم تسجيل أعلى معدل يومى للإصابات ليصل 136 ألف حالة إصابة، وهو أكبر عدد يتم تسجيله فى يوم واحد حتى الآن.
ومن جانبه، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، د. تيدروس أدهانوم جيبريسوس، فى آخر تحديث للمنظمة من جينيف إنه وعلى الرغم من تحسّن الوضع فى أوروبا، فإن الأوضاع تزداد سوءا على المستوى العالمي، مؤكدا أن "نحو 75% من الحالات المسجلة فى أخر تحديث للمنظمة تركزت فى 10 دول، ومعظمها فى الأمريكتين وجنوب آسيا،". لافتا إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا فى زيادة أعداد الإصابات فى أفريقيا إلا أن معظم دول أفريقيا سجّلت أقل من 1000 حالة حتى الآن.
وقال الدكتور تيدروس: "نرى ارتفاعا فى الأعداد فى بعض المناطق الواقعة فى شرقى أوروبا ووسط آسيا. وفى الوقت نفسه نتشجع عندما نرى إشارات إيجابية فى العديد من دول العالم".
وأضاف تيدروس: "أثبتت نتائج دراسات بحثت مدى تعرّض سكان العالم للفيروس أن معظم الناس على مستوى العالم لا يزالون عرضة للعدوى".
وشدد د. تيدروس على أهمية تعزيز التدابير الأساسية للصحة العامة التى لا تزال أساس الاستجابة للجائحة، وهى اكتشاف الحالات، والعزل، والاختبار ورعاية كل حالة وتتبع المخالطين ووضعهم فى الحجرالصحى مشيرا إلى إصدار مبادئ توجيهية جديدة بشأن استخدام الأدوات الرقمية لتتبع الاتصال.
وقال د. تيدروس: تم تطوير العديد من الأدوات الرقمية للمساعدة فى تتبع الاتصال وتحديد الحالات، وتم تصميم بعضها للاستخدام من قبل موظفى الصحة العامة، مثل تطبيق " "Go.Data التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذى تم استخدامه بنجاح لتتبع جهات الاتصال أثناء تفشى فيروس إيبولا المستمر فى جمهورية الكونغو الديمقراطية" لافتا إلى أنه يستخدم البعض الآخر تقنية نظام تحديد المواقع أو بلوتوث، لتحديد الأشخاص الذين ربما تعرضوا لشخص مصاب، ويمكن أن يستخدمه الآخرون للإبلاغ عن أعراض فيروس كورونا.
وحذرت المنظمة من أن يشكل التتبع الرقمى تحديات على الخصوصية، أو تؤدى إلى تشخيص خاطئ وتقديم نصيحة طبية غير صحيحة بناء على الأعراض المبلغ عنها ذاتيا، كما يمكن أن تستبعد أولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى التقنيات الرقمية الحديثة.
وقال مدير عام الصحة العالمية: "هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة حول فعالية هذه الأدوات لتعقب التواصل الجسدي. وبالتالى تشجع المنظمة البلدان على جمع هذه الأدلة أثناء طرحها لهذه الأدوات،" مشيرا إلى أن الأدوات الرقمية لا تحل محل القدرة البشرية اللازمة لإجراء تتبع الاتصال مشددا على أهمية مواصلة رصد الحالات لضمان ألا يعود الفيروس وخاصة مع استئناف التجمعات الجماهيرية بجميع أنواعها فى بعض البلدان.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه سيتم البدء فى عقد مشاورة عبر الإنترنت حول تتبع جهات الاتصال لفيروس كورونا، لتبادل الخبرات التقنية والتشغيلية فى مجال تتبع جهات الاتصال، بما فى ذلك الابتكارات فى التكنولوجيا الرقمية.
حيث تدير منظمة الصحة العالمية منصة الشركاء المتعلقة بكوفيد-19، وهى أداة إلكترونية تمكّن البلدان من التوفيق بين الاحتياجات والموارد، وتعمل على التوفيق بين مساهمات المانحين واحتياجات الدول. وحتى الآن، تمّ تقديم 105 من الخطط الوطنية، ودخل 56 من المانحين بإسهامات بمقدار 3.9 مليار دولار.
ولفتت المنظمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة أنه تمكّن الأداة أيضا الدول من طلب المستلزمات الطبية الضرورية مثل أدوات الوقاية، وحتى الآن شحنت منظمة الصحة أكثر من 5 مليون من أدوات الوقاية الشخصية إلى 110 دولة، وهى بصدد شحن أكثر من 129 مليون من الأدوات الوقائية الشخصية إلى 126 دولة.