أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة والذى سيكون مختلفا بالكلية عما اعتدنا عليه طوال السنوات الماضية فى ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة تعيشها مختلف دول العالم ومن بينها مصر بسبب انتشار فيروس كورونا، وهو ما يفرض على الطلاب وأولياء الأمور وجميع العاملين بالحقل التعليمى جهودا مضاعفة حتى تنتهى الامتحانات بسلام، حرصا على صحة الطلاب ومستقبلهم، وهى المهمة التى تكرس الدولة إمكانيات كبيرة من أجل إنجازها.
أما وأن الأمر قد حسم بلا رجعة والامتحانات ستعقد فى موعدها بعد إجراءات احترازية واسعة المدى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم وأجهزة الدولة المختصة، فإن فريضة الوقت تقتضى من وجهة نظرى أن يكرس أولياء الأمور الجزء الأكبر من طاقتهم لتقديم أكبر درجات الدعم المعنوى والنفسى لأبنائهم، خاصة أن الثانوية العامة ارتبطت فى مخيلة المصريين بالضغط لكبير الذى تفرضه على البيوت منذ القدم.
أما أبناؤنا الطلاب، فيجب عليهم إدراك أن الكثير مما يتم ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعى ليس سوى شائعات لا تمت للواقع بأى صلة فى كثير من الأحيان، وأن الدولة لن تدخر جهدا من أجل الحفاظ على صحتهم كما أنها مشغولة للغاية بمستقبلهم.
أحسب أنه كان من السهل على الغاية أن تعلن الدولة عن تأجيل امتحانات الثانوية العامة لمدة عام أو حتى لعدة أشهر وكان البعض سيسارع بالتصفيق والتهليل مشيدا بعظمة الخطوة، ولكن الحقيقة أن لصناعة القرار حسابات أخرى يتم عبرها دراسة الاحتمالات المختلفة واستطلاع رأى مختلف الجهات المختصة ثم اتخاذ الخطوة بعناية حتى لو أثارت انتقادا لدى بعض الأشخاص.
حسابات العاطفة تضر أكثر مما تفيد فى أحيان كثيرة، وطريقة تقديم البحث التى تم الاعتماد عليها فى صفوف النقل لا تصلح أبدا لتقييم الطلاب قبل مرحلة الالتحاق بالدراسة الجامعية والتى تقتضى عقد اختبارات شاملة لقياس مستوى التحصيل والفهم حتى يحصل كل طالب على حقه كاملا، ويتمكن من الالتحاق بالكلية التى يستحقها لينضم بعد ذلك لخدمة مجتمعه.
كما أن تأجيل الامتحانات لعام أو لعدة أشهر والذى نادى به البعض كان يتضمن تفريطا واضحا فى حق شريحة كبيرة من الطلاب وتجميدا غير مبرر لمستقبلهم لعام أو حتى أشهر، تأمل الصورة بدقة كاملة وبموضوعية وبتجرد كامل يؤكد أن إجراء الامتحانات وفق إجراءات وتدابير احترازية دقيقة هو الخيار الأمثل للحفاظ على مستقبل الطلاب، جنبا إلى جنب مع حماية أرواحهم وأرواح المراقبين وجميع القائمين على الامتحانات من الألف إلى الياء.
المعلمون سواء كانوا مراقبين فى اللجان أو فى إدارة الكنترولات يلعبون دورا حيويا هذا العام فى العبور بماراثون الثانوية العامة إلى بر الأمان حرصا على مستقبل الطلاب .
أظن أن الجميع مدعو للهدوء وضبط النفس كى يتمكن الطلاب من عبور امتحانات الثانوية العامة إلى بر الأمان، فليس من مصلحة أب أو معلم أو حتى أخ أو صديق أن يكون جزءا من ضغط نفسى غير مبرر على أبنائنا وأخواتنا الطلاب.
عدد الردود 0
بواسطة:
سحررجب
دفعة كورونا
مع احترامى لحضرتك كورونا لم يصبح مثل الأنفلونزا الطالب ذاهب للامتحان الذى سيحدد مصيره هو وأسرته كما هو راسخ فى ذهنه أصلا وهو متوتر وقلق، طالب الثانوية العامة غالبا يذهب إلى الامتحان بالمواصلات العامة وهى أول مخاطرة وماذا سيفعل الطالب إذا تعرض لا قدر الله للإصابة بكورونا وهذا أمر وارد لأن سلامته معتمدة على وعى الآخرين والتزام الآخرين بالإجراءات الاحترازية وأكيد مش هتكون بنسبة100% لأن دا لو حصل لم تكن لأعداد المرضى أن تصل إلى هذا المستوى وفقا لبيانات وزارة الصحة ، وهذه المخاطرة الثانية ،ناهيك عن الحالة النفسية للطالب الثانوية العامة والتى تؤثر سلبا على كفاءة جهازه المناعى فإذا أصيب الطالب لا قدر الله هل سيتاح له مكان للعلاج هو وأسرته فى ظل الأعداد المتزايد من المرضى أم سيترك فريسة لأصحاب المستشفيات الخاصة وإذا كان الطالب من أصحاب الأمراض المزمنة من سيتحمل عواقب إصابته بكورونا لا قدر الله ولماذا يتحمل الطالب المفاضلة بين قرارين أحلاهما مر اما الامتحان فى ظروف عصيبة أو تأجيل الامتحان للعام القادم وضياع سنة من عمره وتحمل أعباء نفسية ومادية هو وأسرته لعام جديد لأن هناك وباء يجتاح العالم وهولا ذنب له فى هذا والوزارة مصممة على العمل على انهاء العام الدراسى الحالى استعدادا للعام الدراسى الجديد الذى يعلم الله وحده مصيرنا ومصيره فى ظل عدم وجود علاج أو مصل ولادنا هم ثروتنا وحق الحياة حق أصيل من حقوق الانسان