من القصص التى نهتم بها فى التراث الدينى قصة سيدنا الخضر مع موسى، لكن من هو "موسى" الذى صاحب سيدنا الخضر فى رحلته، يوجد خلاف على "شخصيته" فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "قصة موسى والخضر عليهما السلام":
قال بعض أهل الكتاب: إن موسى هذا الذى رحل إلى الخضر هو موسى بن ميشا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وتابعهم على ذلك بعض من يأخذ من صحفهم، وينقل عن كتبهم منهم: نوف بن فضالة الحميرى الشامى البكالي، ويقال: إنه دمشقى، وكانت أمه زوجة كعب الأحبار.
والصحيح الذى دل عليه ظاهر سياق القرآن، ونص الحديث الصحيح الصريح المتفق عليه: أنه موسى بن عمران صاحب بنى إسرائيل.
قال البخارى: حدثنا الحميدى، حدثنا سفيان، حدثنا عمر بن دينار، أخبرنى سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفًا البكالى يزعم أن موسى صاحب الخضر، ليس هو موسى صاحب بنى إسرائيل، قال ابن عباس: كذب عدو الله، حدثنا أبى بن كعب أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:
"إن موسى قام خطيبًا فى بنى إسرائيل فسئل أى الناس أعلم؟
فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه إن لى عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
قال موسى: يا رب وكيف لى به؟
قال: تأخذ معك حوتًا فتجعله بمكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم، فأخذ حوتًا فجعله بمكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما، واضطرب الحوت فى المكتل، فخرج منه فسقط فى البحر واتخذ سبيله فى البحر سربا، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق.
فلما استيقظ نسى صاحبه أن يخبره بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد "قَالَ لِفَتَاهُ أتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا" ولم يجد موسى النصب، حتى جاوز المكان الذى أمره الله به.
قال له فتاه: "قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ عَجَبًا".
قال: فكان للحوت سربًا، ولموسى ولفتاه عجبا.
"قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا" قال: فرجعا يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل مسجى بثوب، فسلم عليه موسى.
فقال الخضر: وإنى بأرضك السلام.
قال: أنا موسى.
قال: موسى بنى إسرائيل؟
قال: نعم، أتيتك لتعلمنى مما علمت رشدا.
"قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِى صَبْرًا" يا موسى إنى على علم من علم الله علمنيه الله، لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، "قَالَ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِى لَكَ أَمْرًا".
قال له الخضر: "فَإِنِ اتَّبَعْتَنِى فَلَا تَسْأَلْنِى عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا" فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة.
فمرت بهما سفينة فكلمهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول، فلما ركبا فى السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحًا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال له موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها "لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِى صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْرًا".
قال: وقال رسول الله ﷺ:
وكانت الأولى من موسى نسيانًا.
قال: وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر فى البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمى وعلمك فى علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر.
ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ بصر الخضر غلامًا يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله، فقال له موسى: "أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِى صَبْرًا".
قال وهذه أشد من الأولى، "قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِى قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّى عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ" قال: مائل.
فقال الخضر بيده "فَأَقَامَهُ" فقال موسى: قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا "لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا".
قال رسول الله ﷺ:
وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما".
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد محمود السيد
الأديان السماوية ليست تراث
الاسلام دين و ليس التراث و ينبغى التعامل مع الأديان السماوية باحترام لأنها ليست تراث انما هى الحياة فان تمسكنا بها نجونا و ان تركناها هلكنا. فان حفظناها حفظنا الله و ان أهملناها فقدنا معنى الحياة.