قبل سنوات ابتكرت شخصية «خنفر سميدع»، وهو شخصية تمزج بين الفشر والكذب والتهجيص وادعاء المعرفة العميقة، مع جهل، وكان هذا قبل ظهور خبراء العمق والمعرفة اللانهائية. تصورت أنه مجرد خيال حتى تعرفنا خلال السنوات الأخيرة على من هم أكثر فشرا وكذبا من «خنفر سميدع». وأن هناك «خنفر» فعلا، لكنه وضاح خنفر مدير سابق بقناة الجزيرة، ومدير حالى لعشرات المواقع ومفارخ اللجان الإلكترونية، التى تخترع الكذبة وتقوم بتحليلها وتبنى عليها نظريات. لكن الفرق بين «خنفر سميدع» ووضاح سميدع، أن الأول دمه خفيف يفعل ذلك على سبيل الهواية، لكن وضاح يفعل هذا على سبيل العمد مع سبق الإصرار والكذب.
آخر كذبات وضاح، وردت فى موقع اسمه «عربى بوست» وهو واحد من عشرات المواقع الممولة قطريا، بعد افتضاح الكذب الصافى للجزيرة وتوابعها فى تركيا، وبدأ وضاح فى الحصول على ترخيص نسخة عربية من مدونة شهيرة هى «هافنجتون بوست»، واستعملها فى نشر التقارير المضروبة، لدرجة أن الموقع الأصلى ألغى التعاقد بعد اكتشاف أن وضاح مرمغ سمعة الموقع فى الوحل، وحول النسخة العربية إلى صرف مكشوف لمخرجات التنظيم الإخوانى.
وضاح لم يعلن التوبة وقدم لمموليه مشروعا للترويج وتسويق الأكاذيب، اخترع عدة مواقع، اختار لها مقطعا ثابتا، منها «عربى بوست، عربى 21، ساسة كاسا نون واو تنتهى بـ«بوست». وإمعانا فى التخفى، تم إنتاج عدد من المواقع ومنحها أسماء توحى بأنها أجنبية، وهى مفقوسات «بوست» مثل ميدل ايست، ووتش سيرش»، استأجروا لبعضها مرتزقة بأسماء أجنبية، تخصصت فى نشر الخبر الكاذب، لتلتقطه مواقع ولجان الجزيرة وتبدأ فى تحليله من محللين على طريقة «وضاح بوست، ومن أجل تعميق الكذب».
تزدحم تقارير وضاح وسميدع، بالكثير من المصادر المتعامدة والمتقاطعة، والمجهلة دائما، فيما أسميته مبكرا «توثيق الكذب». بالطبع انكشفت مواقع وضاح، وأخواتها التى تحمل غطاءً حقوقيا، أو بحثيا، وهى مجرد غرف غسيل لقناة الجزيرة، أو قطر التى تنفق بسخاء على هذا الهراء الفارغ.
هذه المواقع تكتب وتنشر بنفس الطريقة، وتدس المعلومات المضروبة بشكل واضح، وبعضها تظهر فى مصر كل فترة تزعم أنها مستقلة التمويل والإدارة، بينما هى فى الواقع مجرد مجارى لقناة الجزيرة ومركز تفقيس اللجان، وأغلبها لا تعلن عن أى مصادر تمويل، طبعا هى أفرع من مواقع خنفر ومركز إدارتها فى الدوحة ولندن وتنشر موضوعات عادية ووسطها تقارير ومعلومات كاذبة فيما يعرف بغسيل الأخبار، لكن مع الوقت تتضح جذور لعبة مواقع وضاح وشركاه فيتم تغيير الاسم بآخر على طريقة الملابس المتسخة.
آخر فضائح عربى بوست كان تقرير طويل عريض، مبنى على كذب تام، القصة أن شركة يابانية كبرى اشترتها شركة صينية، ولها وكيل مصرى صاحب سمعة كبيرة وعريقة، وهو أمر يخص اليابانيين والصينيين والوكيل، لكن عربى بوست وضاح سميدع، التقطوا اسم الشركة الصينية ميديا، وهى شركة تكنولوجيا، وحولوها إلى شركة مصرية وبنوا عليها الكذبة والتحليلات والاستنتاجات، التى كذبتها كل الأطراف، لأنها غير منطقية.
وكان هذا مجرد نموذج من عشرات التقارير التى تنشرها مواقع خنفر سميدع، تكذب على لسان مصادر متعامدة ومتقاطعة ومتكالبة. بينما هى واجهات للجزيرة وتوابعها، والدليل أن ما تنشره هذه المواقع سرعان ما يصبح مقررا على برامج قنوات الكذب التام المستمر.