1 - إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولى مسألة مهمة فى اتجاه تدويل القضية، بل هى أفضل أداة دعائية مصرية فى مواجهة الدعاية الإثيوبية المضادة لمصر.
2 - مجلس الأمن ليست له سوابق فى التدخل فى نزاعات دولية بشأن مياه الأنهار، وبعض أعضائه، مثل الصين لن يتبنوا الموقف المصرى، لأن الصين فعلت فى نهر الميكونج ما تفعله إثيوبيا فى نهر النيل من بناء سدود، ويقدر عدد السدود التى تم إنشاؤها أو يجرى التخطيط لبنائها بـ20 سدا، سواء فى الصين أو فى لاوس، حيث تتحكمان الدولتان فى أعالى النهر وتعانى فيتنام من شح المياه بسبب هذه السدود.
3 - من الواضح أن جنوب أفريقيا لا تريد للملف أن يعرض على مجلس الأمن باعتبار أن المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقى هى المعنية بالنظر فى النزاع، وهو نفس الموقف الإثيوبى، بل إن ممثل جنوب أفريقيا انتقد من الناحية الإجرائية إدراج قضية سد النهضة وهى قضية تنموية بنظره تحت بند السلم والأمن فى أفريقيا طبقا لجدول أعمال مجلس الأمن.
4 - لولا الثقل الدبلوماسى لمصر لما نظر مجلس الأمن هذه القضية أصلا، ولكانوا بالفعل جعلوا مكانها هو الاتحاد الأفريقى سواء من أجل التفاوض أو الوساطة بشرط ألا تقدم إثيوبيا على ملء السد قبل الاتفاق.
5 - مصر تستند إلى تاريخ طويل من الاتفاقات المنظمة لتدفق مياه النيل، إمبراطور الحبشة سنة 1902 وقع اتفاقية تحظر بناء أى مشروعات مائية على النيل الأزرق وتؤثر على التدفق الطبيعى للنهر، وكذلك اتفاقية التعاون الإطارى التى وقعها بحرية كاملة رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوى والرئيس المصرى حسنى مبارك عام 1993، بالإضافة إلى اتفاقية إعلان المبادئ لعام 2015.
6 - مصر غير مسؤولة عن تأخر النهضة والتنمية فى إثيوبيا على الإطلاق، والسد العالى وغيره من مشاريع المياه فى مصر لا تنال من استقرار إثيوبيا أو حسن استغلالها لموارد النهر، وهو ما قاله الرئيس السيسى فى البرلمان الإثيوبى من أن المستقبل يضمن لجميع التلاميذ فى إثيوبيا الحق فى الحصول على الكهرباء، وفى نفس الوقت يكون لدى الأطفال فى مصر الحق فى شرب الماء من النيل، كما فعل آباؤهم وأجدادهم، وهى نظرة متوازنة لا يمكن التشكيك فى معقوليتها.
7 - نجحت مصر فى تنبيه دول أوروبا من أخطار قادمة إذا أصرت إثيوبيا على موقفها، لأن الأمن الإنسانى فى مصر والسودان سيتعرضان لتهديدات مائية وغذائية وبيئية واقتصادية بما سيزيد من معدلات الجريمة والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وبالتالى ستتحول المنطقة إلى حالة من العداء بين الدول والشعوب.
8 - كلمات وأداء الوزير سامح شكرى كانت مقنعة وختمها بموقف مصر الواضح: «إن مصر ستدعم وتحمى مصالحها الحيوية لشعبها.. البقاء ليس مسألة اختيار، بل هو ضرورة تمليها الطبيعة».
9 - هذه العبارة الأخيرة كأنها تقول: لو عطشت مصر، فعلى وعلى أعدائى، ليس بحكم أننا اخترنا أن نكون شريرين ولكن بحكم أن هذه هى طبيعة الأشياء.
هذا ما أمكن إيراده وتيسر إعداده وقدر الله لى قوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة