محمود عبدالراضى

قلوب كالحجارة أو أشد قسوة

الأربعاء، 01 يوليو 2020 10:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جرائم بشعة وغريبة تطفو على السطح يوماً تلو الآخر، لم نألف حدوثها قبل ذلك، اتسم مرتكبيها بالفجور وقساوة القلوب، وانتزاع الرحمة والضمير من قلوبهم.
 
وبالرغم من كوني محرراً للشئون الأمنية، ومتخصصاً في "صحافة الحوادث" حاورت على مدار عدة سنوات، عشرات المتهمين، ووثقت جرائم جنائية في مناطق وبيئات مختلفة، إلا أن الواقع مؤخراً أفرز جرائم بشعة، وأشدة قسوة.
 
ما أقوله لك هنا ليس حديثاً يُفترى، ولكنها حقائق ثابتة، تدعمها الحوادث والجرائم التي تحدث بين الحين والآخر، لعل أبرزها مقتل "الفتاة فجر" بمنطقة الطالبية في الجيزة، تلك الجريمة التي هزت قلوب الملايين، بعدما قتلها شخص بمساعدة آخر انتقاما من والدتها.
 
"سباك" توجه لمنزل أسرة لإصلاح "المواسير المياه" في منزل بالطالبية، لكنه قرر إصلاح قلب الزوجة في غياب زوجها، فنجح بكلامه المعسول في إقامة علاقة معها، تطورت لتحريضها على الانفصال من زوجها والزواج منه، واستمر التواصل بينهما وقتاً من الزمان، لكن الزوجة قررت العودة لرشدها والتنصل من وعودها بالانفصال عن زوجها والزواج من السباك.
 
عودة الزوجة لعقلها، اثار جنون "عشيقها" الذي قرر الانتقام منها على طريقته، فاتفق مع آخر على اختطاف ابنة حبيبته وقتلها، وفي سبيل تنفيذ مخططه الإجرامي اتصل بها وأوهمها بشرائه هاتفًا هدية لها، وطلب لقاءَها لتتسلمه، فلما التقاها استدرجها إلى منزله بدعوى إحضار الهاتف منه، فلما خلا المتهمان بها قيداها ثم خنقاها، ولما فارقت الحياة وضعاها في وعاء يحتوي على مادة "البوتاس" الكاوية لإذابة جثمانها، ثم أحرق أحدهما ما تبقى من عظامها وملابسها بسطح المنزل، واستولى الآخر على هاتفها وأخفاه بمنزله، ليتم القبض عليهما.
 
هذه الجريمة التي تمت بهذه البشاعة لم تك الأولى من نوعها، فقد سبقها حوادث عديدة، لعل أبرزها قتل سيدة لطفلتيها في "بهتيم" بالقليوبية، بسبب خلافات مع زوجها، حيث أقنعتهما باللعب معهما ثم خنقتهما.
 
لك أن تتخيل، أن تصرخ طفلة:"كفاية يا ماما مش عايزه ألعب..باتخنق..بأموت..كفاية يا ماما"، والأم لم تبالي بسكرات الموت، وتضغط أكثر وأكثر، حتى تفارق روح الطفلة الواحدة تلو الآخرى الجسد، وتصعد لبارئها، تعلن كل شيء، تعلن القسوة وغياب الضمير وعدم الشعور بالمسئولية.
 
لا أدري..لماذا وصلنا لهذه الدرجة من العنف؟!!، وهل باتت المخدرات التي يتعاطها البعض سببا رئيسي في هذه الجرائم؟!، أم وجود بعض الأعمال الدرامية التي ترسخ للعنف؟!، أم غياب الضمير والمسئولية وقساوة القلوب التي باتت كالحجارة بل هي أشد قسوة؟!!
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة