تناول الكُتاب في صحف الخليج، اليوم الجمعة، عدد كبير من القضايا العربية والدولية، مُسلطين الأضواء على محاولات رجب طيب أردوغان تكميم الأفواه تهديدات حكومته بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذى منح فرصة للمعارضة التركية لمهاجمة السلطة بصوت مرتفع وعلني، لأنها تعتبر أن الرأي العام الداخلي والخارجي سيدعم موقفها ويؤيدها ضد حكومة أردوغان ، ففي استطلاعات للرأي حول حرية الإعلام بتركيا أفادت أن 55% من الأتراك المشاركين في الاستطلاع، تراجعت ثقتهم في مصداقية الأخبار المذاعة على التلفزيون والراديو على مدار السنوات الخمس الماضية، في حين فقد 48% ثقتهم في مواقع الإنترنت الإخبارية.
إلى أين تسير تونس؟
د. آمال موسى
وبصحفية الشرق الأوسط الشرق الأوسط السعودية، تناولت د. آمال موسى في مقالها اليوم المعارك الدائرة بين القوى السياسية التونسية وإخوان تونس، قائلة :"بين تونس الواقع اليوم وما يجب أن تكون عليه تونس هناك فرق كبير. فلماذا وهي بلد الثورة الذي شهد، بشهادة العالم، انتخابات رئاسية وتشريعية لمرتين على التوالي شفافة ونزيهة، وتم القبول بنتائج صندوق الاقتراع، يعيش منذ نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي 2011 في توترات ومخاض لم يهدأ إلى حد الآن؟
بلغة أخرى: لماذا حال تونس متعثر رغم الديمقراطية وحرية التعبير وقوة دور المجتمع المدني؟
إن هذه الأسئلة هي دليل حيرة حقيقية، إذ إن ما يقع في تونس اليوم هو عطب عميق ونوع من التعطيل الإرادي لتنهض تونس وتعالج مشاكلها الحيوية والجديرة بالطاقة المهدورة في التوترات الحاقدة الآيديولوجية بالأساس.
إذا قمنا بمحاولة تلخيص لأهم ملامح الواقع السياسي التونسي الراهن سنجد أن السمة الأساسية المهيمنة هي التوترات وغياب الثقة والعراك الذي أصبح الخبز اليومي في البرلمان من جهة والعلاقات الفاترة بين المؤسسات الثلاث الحاكمة، ونقصد بها البرلمان والحكومة والرئاسة من جهة ثانية. فالعلاقات بين هذه المؤسسات تفتقر إلى التواصل الإيجابي وكل مؤسسة تعتبر نفسها حاكمة أولى في تونس. وهذا التوتر الصامت في معظمه بين هذه الأطراف الثلاثة ظهر بقوة في النخبة الحاكمة حالياً أكثر من النخب الحاكمة السابقة، أي أن التونسيين لم يعرفوا في مرحلة ما بعد الثورة هذه الدرجة من التوترات بين البرلمان والرئاسة والحكومة. ومرّد ذلك طبعاً يعود إلى نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفرزت تركيبة مشتتة متنافرة التوجهات والأفكار والآيديولوجيات، ووجدت نفسها مجبرة على التعايش السياسي القسري، ولقد رأينا حجم الوقت الذي تم إهداره لتشكيل الحكومة وللمصادقة عليها.
وأمام هذا التعايش السياسي القسري وأيضاً عدم وضوح التراتبية السلطوية والتنافس الحاد بين المؤسسات الثلاث، علاوة على ما تكرر من تناقضات في المواقف بينها، فقد ظهر خطاب يدعو إلى ضرورة مراجعة النظام السياسي ونظام الانتخابات، أي مراجعة المنظومة التي أدت إلى هيمنة حركة النهضة على الحياة السياسية. وهو الخطاب الذي بدأ يعتمده الكثير من الرافضين للطبقة السياسية الحاكمة والمنتقدين لها للمطالبة بتغيير القوانين الانتخابية وشكل النظام البرلماني وإجراء انتخابات مبكرة. وبناء على تراكم الأخطاء في الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد إلغاء الحجر الصحي الشامل وعودة الحياة الطبيعية فإن ضغط المعارضين بدأ يرتفع، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: تونس إلى أين تسير وكيف يمكن أن نفسر الدعوة إلى انتخابات مبكرة والحال أن النخبة الحاكمة هي نتاج انتخابات؟ أيضاً هل من السهولة أن تتنازل الطبقة الحاكمة عن السلطة وهي التي وصلت لها بصندوق الاقتراع؟
إذا كانت الإجابة بلا، فهذا يعني أن تونس سائرة في طريق العنف الأهلي، وهو كارثة في حد ذاته وإجهاض للتجربة الديمقراطية على علاتها.
من جهة أخرى، يبدو لنا أن المأزق الكبير حقيقة يظهر في البرلمان لأنه في جزء كبير وأساسي تحول إلى فضاء صراع آيديولوجي بين الأحزاب الممثلة للإسلام السياسي وعلى رأسها حركة «النهضة» و«الحزب الدستوري الحر» الذي يعتبر خزان الدساترة والتجمعيين. فالبرلمان يعيش على وقع حرب مفتوحة بين حركتي «النهضة» و«الحزب الدستوري الحر»، وهي حرب كثيراً ما بلغت توتراً وتراشقاً وتبادلاً للتهم وتوجيه الإساءات، مما أحبط التونسيين وجعلهم في مواقع التواصل الاجتماعي يصفون ما يجري في البرلمان بأوصاف نقدية لاذعة.
وهنا نصل إلى نقطة التوتر الرئيسية في الحقل السياسي التونسي، وهي الحرب المفتوحة الشرسة بين الحزبين المشار إليهما. فـ«الحزب الدستوري الحر» يصف حركة «النهضة» بالإخوان ويطالب بتصنيفهم مجموعة إرهابية كي يتم تطبيق قانون مكافحة الإرهاب عليهم. وحسب عمليات سبر الآراء فإن رئيسة الحزب الدستوري الحر بصدد كسب أنصار لفائدتها وأصبحت القوة رقم واحد في تحدي حركة «النهضة»، ولقد استثمرت التقارب بين حركة «النهضة» وتركيا وتحديداً الموقف من الأزمة الليبية. ومن جهتها، ترى حركة «النهضة» في «الحزب الدستوري الحر» أيتام النظام السابق الذين ثار ضدهم الشعب التونسي في 14 يناير (كانون الثاني) 2011.
الإعلام التركي.. والتجاذبات السياسية
محمد زاهد غول
أما الكاتب والباحث محمد زاهد غول تناول في مقاله اليوم بصحيفة الرؤية الإماراتية تراجع الحريات في تركيا، قائلا :"تجتاح الساحة التركية معارك إعلامية بين السلطة والمعارضة، تمثلت في الهجوم العنيف الذي شنه زعيم المعارضة التركية كلجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري على رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بسبب تصريحات ضد مواقع التواصل الاجتماعي المعارضة قال فيها: «هذه المنصات لا تناسب هذه الأمة.. نريد إغلاقها والسيطرة عليها عن طريق عرض مشروع قانون على البرلمان في أقرب وقت ممكن».
لقد جاءت هذه التهديدات الحكومية بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي فرصة للمعارضة التركية لمهاجمة السلطة بصوت مرتفع وعلني، لأنها تعتبر أن الرأي العام الداخلي والخارجي سيدعم موقفها ويؤيدها ضد الحكومة، ففي استطلاعات للرأي حول حرية الإعلام أفادت أن 55% من الأتراك المشاركين في الاستطلاع، تراجعت ثقتهم في مصداقية الأخبار المذاعة على التلفزيون والراديو على مدار السنوات الخمس الماضية، في حين فقد 48% ثقتهم في مواقع الإنترنت الإخبارية.
كما أن تصريحات الحكومة والمعارضة ستجد ردود أفعال من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فالانتقادات الأوروبية متواصلة لما تصفه من قمع الحريات والاعتقالات للإعلاميين في تركيا، والإعلام الخارجي سوف يحتفي بتصريحات المعارضة القوية ضد الحكومة، فهي تتوافق مع سياساته نحو تركيا، حيث تقول دراسة صدرت عن مركز التقدم الأمريكي: «إن إعادة تشكيل الفضاء الإعلامي في تركيا وأنماط تعاطي الجمهور مع وسائل الإعلام، تترك آثاراً حاسمة على السياسة الداخلية للبلاد وسياستها الخارجية والمستقبل السياسي لأردوغان»، كما حذر المركز الأمريكي من الانعكاسات السياسية لهذه الاتجاهات على تركيا كحليف للغرب.
ولكن ما يثير الشبهة في التصريحات العنيفة لزعيم المعارضة هو تهيئته لإنجاح المؤتمر العام المفتوح لحزب الشعب الجمهوري نهاية شهر يوليو الجاري، حيث من المتوقع أن يرسم فيه معالم سياسته في التقارب مع أحزاب المعارضة الجديدة، وبالأخص حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان، وأنه سوف يرشح عناصر من داخل حزبه متوافقة مع وجهات نظره في التحالف مع رؤية حزب باباجان للحياة الإعلامية والاقتصادية والسياسية، وهؤلاء سوف يرشحون لمجلس الحزب القادم الذي يسعى لتشكيل تحالف شبيه بتحالف الأمة في الانتخابات الماضية.
لا يزال زعيم المعارضة كلجدار أوغلو يفتح أبواب تحالفه مع أحزاب المعارضة، وبالأخص حزبي علي باباجان وداود أوغلو مؤكداً ذلك بقوله: «القرار في ذلك يعود إلى الزعيمين القديرين، وأتابع باهتمام كبير تصريحاتهما في الأوساط الإعلامية، فهما أيضاً يؤيدان نظاماً برلمانياً معززاً، وحرية التفكير والإعلام، استقلال القضاء وشفافية السلطة، وهذه المبادئ هي المبادئ الأساسية التي قام عليها تحالف الأمة، فإن اجتمعنا وفقها، تكن مكسباً لتركيا، ومستقبلها».
وماذا بعد؟!
ملحة عبد الله
أما د. ملحة عبدالله وجهت الشكر لوزير الإعلام السعودي ماجد القصبي خلال مقالها اليوم بصحيفة الرياض السعودية، قائلة:" لكن يبقى الأمر الأهم وهو: هل نرى ما تحدثنا بشأنه يفعَّل، ونتدارسه بيننا؟ هل سنجتمع مرة أخرى لنناقش كل ما تم طرحه؟ وهل نرى إعلاماً عالمياً يعبر الحدود بلغات مختلفة يملأ الدنيا ضجيجاً؟ ويسمعنا العالم مفكرين وكتاباً ومبدعين؟..
لم يكن اجتماعاً عادياً، أو مجرد مراسم وبروتوكولات وتحسس كلمات. بل كان لقاء عائلياً بين معالي وزير الإعلام ماجد القصبي ونخبة منتقاة من كبار كتاب الرأي السعوديين؛ فلم يشِب هذا الود والحميمية سوى قعقعة من الزجاج لم نألفها بعد وتمنينا أن نقفز عبرها.! (برنامج زوم تقنية مقيتة) بالرغم من كونها فضيلة من فضائل هذا العصر- بالرغم من امتياز القائمين عليها بتمكن ومعرفة تحسب لهم- وهذا أولها.
لن أستطيع إبداء ما يجوب في رأسي وفي مشاعري، عله يحسب علي نوعاً من المداهنة أو التملق معاذ الله، ولكن كل ما أخطه هنا من أجل الوطن ومن أجل تقدمه ومن أجل فرحة عظيمة تأخذ بأيدينا وبتلابيبنا إلى الأمام ولو بخطوة واحدة، فمشوار المائة ميل يبدأ بخطوة كما يقال.
هذا من ناحية المناخ العام في لقاء عائلي مع مسؤول له وقته الثمين ولنا أفكارنا وطموحاتنا التي تكاد أن تفجر رؤوسنا من فيض الحركة ومن حمى الأمل والتحقق، وحسبنا أننا في سباق مع الزمن كي يلحق كل بضع دقائق ليفرغ ما في جعبته، لكن والله أن هذه الجعبة ثقيلة وكبيرة، لا يتسعها وقت قصير في ساعة ولا حتى ساعتين كإفضاء وشكوى وتعليق وطرح استراتيجي وآمال تُلقى على إزار الشرف المهني، فهل من متقدم لحمله بما فيه!
أما إذا عرجنا إلى مدارج هذا اللقاء وقبل ما فيه وما سيصل إليه سنتحدث عن أمر مهم قبل الولوج إلى مقتضياته وثناياه وطرحه وهمه وما له وما عليه.
هذا الأمر المهم والمهم للغاية، هو جمع الأحبة لمن نسمع عنهم ونقرأ لهم ونتابع أخبارهم، ولا نراهم أو نجتمع بهم، فهم حقيقة مبدعون ومفكرون وكتاب لهم أقلامهم على مستوى الدولة، فأحببنا أقلامهم قبلهم، ولكن لا نلتقي وهذا هم آخر أعتقد أن معالي الوزير قد قصده؛ وهو لم الشمل والفكر السعودي في لقاء حميمي فتحصل هنا شرارة الود والمعرفة والتلاقح الفكري والوجداني، فنحن كمبدعين لا نبدع إلا حينما نحب ولا يكتمل الحب إلا بالمعرفة واللقاء. وكانت فكرة أطلقتها عام 2018 وتداولتها الصحف بعنوان (لم الشمل العربي) لأنني حينها قد طلبت من أحد رجال الأعمال أن يستدعي كل شهر عدداً بسيطاً من المفكرين العرب في مكان واحد لمدة أسبوع؛ أولاً ليتحابوا ويتناقشوا ويطروا فكراً عربياً متبادلاً هذا أولاً، وثانياً لنخلق بينهم تلك الحميمية والود من خلال إقامتهم معاً مع بعضهم، فإذا ما اصطلح وجدان الكاتب وأمتلأ حباً، تسرب هذا الحب إلى الوجدان الجمعي للعامة من العرب في كل مكان، فالمفكر والمبدع هو مخيط هذا النسيج بطوله وعرضه، وهو ما يسمى في علم الإبداع (التسرب الوجداني) ولكن هذه الفكرة لم تتم لتراجع من وعدني بتنفيذها، بعد أن أشاد بها الإعلام قبل أن تولد.
والآن أجد أن أول ثمرة لهذا اللقاء هو ذلك النسيج العرضي بين الكتّاب والطولي أيضاً مع مسؤول يفضون إليه بهمومهم وهو يسمعهم بإتقان وصبر وسعة صدر.
وكل منا يتحدث بما يراه بشأن الإعلام الداخلي والخارجي وتصوراته الاستراتيجية وحتى شؤون الكتاب أنفسهم.
فكل الشكر لهذا الوزير الإنسان الذي لمحنا فيه خوفه وحرصه على كل فكرة تنطق، ولم يتسامَ أو يتجاهل أو حتى يتعجل. حقيقة أنها خطوة استراتيجية جديدة ومثمرة بجميع جوانبها، اذا ما استدامت بهذا الحب والشفافية والتفعيل.