تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الاثنين، العديد من القضايا الهامة أبرزها، استمرار الشد والجذب بين الولايات المتحدة والصين حيال ملفاتهما العالقة، كورونا وهونج كونج وتايوان والتجارة والفضاء والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وأي واحد من هذه الملفات يشكل صاعقاً لتفجير أزمة كبرى، بين القوتين العظميين، على الرغم من أن الواقع الجيوبوليتيكي لا يساعد أي منهما على الصدام مع الآخر، في المدى المنظور.
سام منسى
سام منسى: لبنان.. العزلة وخيبات التذاكي والمحاور الضائع
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن لم يعد مجديا تشريح أسباب الانهيار الذي يعيشه لبنان ولم يعد مجدياً تبادل التهم ورمي المسؤوليات، وبات الأهم اليوم البحث عن المخارج المتاحة لإنقاذه. ومع التأكد أن الحلول لانتشاله من هذا القعر السحيق لن تأتي من الداخل المشلع من جهة والمرتهن من جهة أخرى، أصبح ضرورياً التبصر في إشاحة نظر العالم عنه بدوله الغربية والعربية ورفضه حتى الاستماع إليه، في موقف غير مسبوق في تاريخ علاقاته الخارجية، ومحاولة فهم الأسباب التي تدفع بأصدقائه التاريخيين لمثل هذا السلوك، وربما... ربما محاولة الانكباب على معالجتها. ويتصدر لائحة هذه الأسباب علتان: التذاكي اللبناني والتكاذب اللبناني.
منذ الاستقلال ولبنان يتعرض إلى خضات مصدر بعضها خارجي ومصدر الكثير منها داخلي، وشهد ثورات وحرباً أهلية وعاش تحت نير احتلالات ووصايات. وخلال عمره الفتي نسبياً في تاريخ الدول، تميّز شعبه ومسؤولوه بقدرتهم على التذاكي على العالم وإقناعه بجملة من الوقائع المزيفة وبيعه تسويات ما هي إلا تغليف للأزمات وتعليب لها، والأنكى، أنهم انتهوا بتصديق هذه التسويات على أنها حقائق وركائز وطنية وطيدة وأنهم توصلوا إلى حلول دائمة لمشاكلهم، فيما الواقع المفجع يقول أنْ لا تسويات حصلت ولا مشاكل حلت وكل ما جرى وما زال يجري هو بيع أوهام وعملية كذب وتكاذب متبادل. فاللبنانيون بارعون في "ترقيع" الأمور عبر تسويات غير ناضجة، يجترعونها لتحل المشكلة آنياً، وغالباً ما تُرحلها إلى زمن لاحق من منطق أن المستقبل قد يمكّن فريقاً ما من نقض تعهده والانقضاض على الآخر.
فهد إبراهيم الدغيثر
فهد إبراهيم الدغيثر: سقوط الإعلام الأمريكى
قال الكاتب في مقاله بصحيفة عكاظ السعودية، من كان يتصور هبوط المصداقية لدى الإعلام الأمريكي إلى القاع الذي وصل إليه هذه الأيام؟ لولا وجود بعض المنابر التي حافظت على الحد الأدنى من المهنية لظن المتابع البعيد أن الولايات المتحدة تحولت إلى نسخة حديثة لجنوب أفريقيا زمن الفصل العنصري. بينما تشريعياً لم يبق على أمريكا شيء لم تفعله في التصدي للعنصرية إلا اختراع مادة طبية توحّد ألوان وجينات مواطنيها إلى لون واحد وفصيلة واحدة.
فعلت الدولة دستورياً قبل جميع دول العالم، كل ما يمكن أن يفعله مجتمع يجرّم العنصرية من تشريعات وأنظمة صارمة ومع ذلك يراها بعض "الأقليات" هناك ممن لم يُكتب له النجاح والتفوق في مجتمع تنافسي حاد، دولة عنصرية وأنها السبب في فشله وتخلفه. في المقابل استوطن الكثير من الأغنياء الأمريكان السود بعد نجاحاتهم المبهرة في الفن والأعمال وعددهم ربما يفوق جميع الأثرياء من بني جلدتهم في العالم، استوطنوا أرقى الأحياء السكنية في قلب مانهاتن في مدينة نيويورك وداخل أحياء الأغنياء والمشاهير في لوس أنجلوس واختلطوا مع غيرهم من كل عرق بل واقتحموا هوليوود كمنتجين وحصلوا على جوائز الأوسكار دون أن يتعرض أحد منهم لأي مضايقات.
هذا لا يعني بالطبع أن ما يطبق على الأرض من ممارسات فردية تخرج من وقت لآخر يعتبر مقبولاً وهذا يحدث في كل دولة ومجتمع بل وداخل حتى العائلات وليس مقتصراً ضد السود. ولا يعني أيضاً عدم مشروعية الحاجة لإعادة النظر في قواعد القبض على المشتبه بهم بواسطة البوليس الأمريكي. لكن أن تخرج المظاهرات التي تابعناها وشاهدنا تداعياتها تحت شعار "حياة السود مهمة" ثم يتكفل الإعلام، باستثناء بعض المنابر العاقلة، بدعم هذا الحراك وإطالة أمده وتجنب الحديث عن نتائجه التخريبية المتمثلة في تحطيم الممتلكات وإطلاق النار والتعديات على المارة وإحراق العلم الوطني والتشكيك في وحدة البلاد والتقليل من إنجاز رموزها في حربين عالميتين إضافة إلى حرب أهلية، فهذا مشهد يثير الاستغراب.
ليلى بن هدنة
ليلى بن هدنة: اليمن ينتظر السلام
قالت الكاتبة فى مقالها بصحيفة البيان الإماراتية، لا يزال السلام فى اليمن حلماً مؤجلاً في غياب إرادة حقيقية من قبل الحوثيين لتحقيقه، فيما تؤكد المعطيات وجود وهم بحصول تقدم في عملية وقف إطلاق النار رغم الجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيت، فلا جائحة كورونا، ولا المجاعة، ولا الكوليرا هزت ضمير الميليشيا للانخراط في السلام الحقيقي على اعتبار أن المشهد الراهن يدار من إيران.
إذا لم یجد الحوثیون موقفاً إقلیمیاً حازماً فإنهم سیتمادون في انتهاكاتهم غیر مكترثین لحجم الأزمة الصحية والإنسانیة التي يعيشها اليمن، حيث ترى الانقلابيين يتعمدون المماطلة والتعنت، غير مبالين بالكارثة التي يعيشها اليمنيون، ويحاولون استغلال التراخي الأممي للمناورة وترتيب صفوفهم المنهزمة والمنكسرة.
مفتاح شعيب: الكابوس الصينى فى واشنطن
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، يستمر الشد والجذب بين الولايات المتحدة والصين حيال ملفاتهما العالقة، كورونا وهونج كونج وتايوان والتجارة والفضاء والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي، وأي واحد من هذه الملفات يشكل صاعقاً لتفجير أزمة كبرى، بين القوتين العظميين، على الرغم من أن الواقع الجيوبوليتيكي لا يساعد أي منهما على الصدام مع الآخر، في المدى المنظور.
بسبب قانون الأمن القومي في هونج كونج، تبادلت واشنطن وبكين التصريحات النارية، وأعرب مسؤولون أمريكيون عن خشيتهم من تضرر الحريات وحقوق الإنسان في تلك المدينة- الدولة. وأطنب وزير الخارجية مايك بومبيو في التخويف وإثارة الفزع مما يسميه "المد الشيوعي". كما كرر تحذير حلفاء بلاده، خاصة الأوروبيين، من التعرض لخطر قادم من الشرق، قي خطاب يستحضر أدبيات الصراع مع الشيوعية السوفييتية، على الرغم من الاختلاف الجوهري بين التجربتين. وبمقابل الحنق الأمريكي، يرد المسؤولون الصينيون بإشارات ساخرة إلى ما يجري في الولايات المتحدة على خلفية التظاهرات والحركات الاحتجاجية ضد التمييز والعنصرية، وهو ما يساهم في تعميق شعور واشنطن بالعجز إزاء التحديات القاسية التي باتت تواجهها داخلياً وخارجياً.
عندما يقول الرئيس دونالد ترامب إنه يشعر بغضب متزايد تجاه الصين التي أصبحت كابوساً مزعجاً بالفعل، فهو يعبر عن وجع أليم تشعر به الولايات المتحدة بسبب خسائرها البشرية والاقتصادية الفادحة جراء جائحة فيروس كورونا، لكنه يعبر، في الوقت ذاته، عن إحباط يتزايد لديه من قوة الصين التي كسبت أوراقاً مهمة في العالم منذ بدء كورونا، بينما تجني الولايات المتحدة الخيبة تلو الأخرى. ومن خلال العاصفة التي أحدثتها الجائحة الصحية، تمكنت الصين من كسب مواقع متقدمة في مختلف المستويات، واستطاعت أن تبدو في نظر الآخرين الدولة المقتدرة على تطويق الفيروس وهزيمته، متجاوزة بذلك كل حملات النقد والتشكيك، بينما تتسع معاناة الولايات المتحدة مع هذا الوباء وتداعياته الكثيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة