تناول كُتاب الصحف الخليجية عدد كبير من القضايا الدولية والعربية، مُسلطين الضوء على الجرائم التي يرتكبها الرئيس التركى رجب طيب أدورغان، حيث ظهر أن تركيز السلطة في يد شخص واحد هو الذى قتل روح الديمقراطية والتنمية معا في تركيا، وبعدما كانت النخب التركية قبل ذلك تفاخر بأن في المسيرة الطويلة منذ أتاتورك كان الأتراك يعودون دائماً إلى صناديق الانتخاب لأنها القول الفصل!.
تركيا... سقوط النموذج
محمد الرميحي
في صحيفة الشرق الأوسط السعودية أفرد الكاتب محمد الرميحي مساحة كبيرة لتوجيه انتقادات لاذعة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قائلا :"عام 2004 لم يكن قد مضى على حزب العدالة والتنمية في الحكم غير سنتين، كان قد استطاع أن يحصد نتائج ثلاثين عاماً من العمل الجاد من حكومات سابقة بدأت بالمصلح توركت أوزال (رئيس الجمهورية التركية الثامن 1989 - 1993) ذي الخلفية العرقية الكردية. إصلاحات أوزال في كل من المجال الاقتصادي (تطوير التشريعات التركية لتتلاءم مع التشريعات الأوروبية) وفي المجال السياسي (السماح لكل الاجتهادات السياسية بتنظيم نفسها)، هي التي أقلعت بالاقتصاد التركي ووضعت تركيا في حالة من الأمل. وبدأ حزب العدالة والتنمية يحصد النتائج. إلا أن الأمر سرعان ما تبدّل، فقد أخذ السيد إردوغان على نفسه أن يسير وراء الإصلاحات الكثيرة بممحاة قلم، بل حتى الإصلاحات الأكثر قِدماً ومنها إصلاحات كمال أتاتورك.
كان ممنوعاً بقانون الجمعُ بين رئاسة الحزب (أيّ حزب) ورئاسة الحكومة والرئاسة الأولى، فجمع الأوليين، ثم أضاف إليهما الثالثة في مسيرة تسمّيها المعارضة التركية التي تنامت، الطريق إلى «تركيز السلطة»... بعدها هجر سفينة إردوغان على مراحل عدد من كبار رجال الدولة واحداً إثر آخر وما زال الحبل على الجرار.
وسار السيد إردوغان في شبه سياسة ثأرية من كل ما اعتقد أنه عطّل توجه تركيا إلى أوروبا، وهي عدم اعتراف بقوته وتحويل مضامين خطاب بوش إلى برنامج تنفيذي! تحول إلى الجنوب، واكتشف أولاً القضية الفلسطينية، فدخل في تلاسن وحرب إعلامية مع إسرائيل من دون أن يقطع العلاقة الاقتصادية والعسكرية الوثيقة معها، ولكن موقفه التلاسني أكسبه الكثير من الجماهيرية عربياً في أجواء عاطفية شديدة البعد عن الحسابات السياسية الواقعية.
لم تكن تركيا تسير اقتصادياً بشكل تصاعدي بعد سنوات قليلة من عام 2004 الذي شهد قمة صعود النموذج التركي وبدأ سريعاً في التراجع حتى وصلت إلى عام 2015 عندما تنامى الشعور بخيبة الأمل لدى قطاع تركي واسع فكانت محاولة الانقلاب فى 15 يوليو 2016، وقتها تفجرت الأزمة، وهي كأى أزمة تبدو غير متوقعة ومربكة وكارثية لمن تحلّ به، إلا أنها في الغالب تراكمات تتصاعد على مر سنين وأساسها فقدان العلاقة الواقعية بين ما يجري على الأرض والوهم السياسي الذي تحمله نخبة حاكمة، هذا بالضبط ما حدث، تحوّلت تركيا من صفر مشكلات مع الغير إلى (كلٍّ) من المشكلات في الداخل والخارج: المصالحة مع الكرد فشلت، والوضع الاقتصادي تأزم، وزاد التضخم وتراجعت الليرة وضمرت الصادرات، وذهب إردوغان إلى أماكن كثيرة بحثاً عن تعويض؛ من سواكن في السودان إلى الخليج إلى ليبيا.
النكتة الخليجية
د. عبيد صالح
أما الدكتور د. عبيد صالح تناول في زاوية مقاله تاريخ النتكة وآثرها على الشعوب ومقاصدها محذرا من فكرة زرع الخوف واليأس والإحباط في المواطنين بسبب النكات بدلا من رسم البسمة، قائلا :"النكتة من أدب الشعوب ويرجع تاريخ النكتة حسب بعض الأدبيات إلى عصور سابقة من الحضارات القديمة، والبعض يرجعها إلى عصر الفراعنة مما يعني أن المصرين لهم تاريخ طويل في ابتكار النكات وتداولها، وقد اختلفت المقاصد من ابتكار النكات، فالغالب منها يطلقها العامة لرفض واقع سائد أو لنشر ابتسامة يفقدونها نتيجة تعقد الحياة وتشابكها.
وفي العصر الحالي ظهرت استخدامات أخرى تعدو الاستخدامات العفوية حيث يتعمد إطلاق النكات على فئة معينة أو على مجتمع بهدف هز الثقة بهذه الفئة أو المجتمع.
وفي عصر ازدهار السينما والإعلام المصري كانت النكات تطلق على شخصية معينة من المجتمع المصري تمثل في معظمها أهالي المناطق البعيدة عن المدنية أو مراكز المدن الكبرى، وهم أساس الكوميديا فلا يوجد عمل كوميدي إلا تتجسد فيه شخصية الإنسان الطيب البسيط.
ولو رجعت لوجدت أن أغلب قادة العلم العظام والفنانين وأصحاب الفكر في مصر الحبيبة ومن الذين قادوا نشر التعليم بالوطن العربي، كانوا من أقاليم الصعيد وكانت نسبة الذكاء عالية جدا بينهم وأكبر دليل هو غزارة العطاء وتنوعه، ولكن أراد المستعمر الأجنبي للمجتمع المصري عدم التقدم في ذلك الوقت، والنكتة في الواقع هي أسرع وسيلة لغسل وبرمجة دماغ الإنسان، وأكثر أنواع الايديولوجيا الفكرية تدميرا، وقد استغلت النكتة واستخدمت في معظم حروب العالم في إطار الحروب النفسية والإعلامية لتدمير العدو والنيل من مبادئه وقدراته وهز ثقته.
والآن ظهرت نكات جديدة تستهدف مجتمعاتنا الخليجية، التي دخلت مجال التنافس مع الدول العظمى في الإدارة الحكومية والقدرات العسكرية والاقتصاد وصناعة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والوصول للفضاء، وهذه النكات وانتشارها اليوم أقوى وأشمل عبر "السوشيال ميديا" وتركز موضوعها الأهم بعدم القناعة بإمكانيات الخليجي وقدرته على تحمل العمل الشاق أو التعامل مع الظروف الصعبة وميله للإجازة والراحة.
وكذلك هناك جانب بدأت تدخله النكتة وهو كيفية تعامل الرجل الخليجي مع زوجته وأفراد أسرته حيث تصوره النكتة بأنه "نسونجي" لا يحترم الحياة الزوجية ويعطي جل اهتمامه بالمظاهر تارة وغير مبال بمظهره ولباسه تارة أخرى، أو لا يساهم بتربية أبنائه أو قد نجد نكات تطال الزوجة الخليجية كذلك فتصفها بالخيالية العاشقة لمشاهير الشاشة والغناء أو إنسانة تعيش بالماديات وأنانية مهملة مع أسرتها.
قد لا نستطيع أن نقول للناس لا تطلقوا النكات ولكن نستطيع أن نقول أننا بالأرقام الأفضل في كثير من الأشياء وأن ما ترسمه هذه النكات في ذهن المتلقي بعيد عن الواقع، وإن هذه النكات لا تعنينا ولا نهتم بها ولن نشارك في إطلاقها أو نشرها.
كما أرجو من الجهات الإعلامية مراقبة صياغة الأخبار التي تهدد تماسك المجتمع، ومراقبة هذه النوعية منها والهدف من صياغتها، فنحن أمام خطر اجتماعي كبير مسبباته كثيرة ومتنوعة، والإعلام المحلي كما عهدناه دائما وأبدا معول بناء لا معول هدم.
وأخيرا أتمنى من جماعة "إعادة التغريد بالتواصل الاجتماعي" الانتباه فأنتم المجتمع وأنتم لا تزرعون ولا تنشرون البسمة بهذه النكات وإنما تزرعون الخوف وعدم الثقة بأجيال معنية بتطوير دولتنا وتكوين أسرة قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن.
الإعلام الجديد والاستثمار في الشباب
نايف الوعيل
أما الكاتب نايف الوعيل تناول بمقاله بصحيفة الرياض السعودية الاستثمار في المجال الإعلامي، قائلا :"منذ أيام قليلة طالعتنا الصحف بخبر مُثير للاهتمام، عن عزم بريطانيا تخفيض أعداد العاملين في المكاتب الإعلامية الحكومية على نحو كبير، إضافة إلى محاولة بث ملخص إعلامي تلفزيوني يومي عن أهم المجريات على الساحة المحلية، يشبه البث الذي يقدمه البيت الأبيض بشكل دوري. والأمر يبدو من الخارج كمحاولة لإعادة هيكلة المنظومة الإعلامية الحكومية في بريطانيا، لكنه ربما يحمل للقارئ دلالات شديدة الأهمية حول الاهتمام البالغ الذي تقدمه الحكومات الغربية للفرق الإعلامية الرسمية، فوفقًا للخبر ذاته، المنشور على موقع صحيفة Financial Times، يقدر عدد العاملين بأقسام الإعلام داخل 20 قطاعاً حكومياً بنحو 4 آلاف موظف أي 200 موظف للقطاع الواحد، وهي طاقة بشرية كبيرة للغاية تُسخر في خدمة أغراض الإعلام والتواصل الفعال، فعلى قائمة الأولويات، يحظى الإعلام لدى حكومات الدول المتقدمة بمكانة كبيرة، ويقوم بأدوار عدة، معرفية وثقافية وتوعوية، ما يجعله مجالاً مهنياً شديد الأهمية، أسهمه ما تزال في صعود منذ عقود، ومع التطور التكنولوجي ووسائل التواصل يبدو أن الاستثمار في الإعلام رهان ناجح ومتبصر.
ولا أتحدث هنا بالضرورة عن الاستثمار المادي الذي تقوم به الكيانات الاقتصادية الكبرى لدعم المنصات الإعلامية أو ربما تدشينها من البداية، بل أتحدث عن الاستثمار البشري، فالنموذج البريطاني يحمل رسالة أمل وتفاؤل وفق ظني لطلاب ودارسي الإعلام بشكل عام لا سيما في المملكة، فمجال الإعلام ما يزال نابضاً بالحيوية، يتسع لمزيد من المتخصصين والعقول الذكية المبدعة، وينتظر في المستقبل القريب تطورات مهنية شتى - كما حدث خلال العقد الماضي - تطول الأدوات المستخدمة، ومفهوم المحتوى المُقدم وربما أيضًا معايير تقديمه وطرحه، وما حدث من اهتزاز على سبيل المثال في رسوخ الصحافة المطبوعة حول العالم، لا يعدو سوى مقدمات بزوغ شمس جديدة وعصر إعلامي وصحفي جديد يختلف فيه قالب العرض، وحدود المحتوى فتبقى الرسالة السامية في الإخبار والتوعية ونشر المعرفة مستقرة في أذهان العاملين.
وربما على طلاب ودارسي الإعلام في الفترة المقبلة التيقظ والانتباه للتيارات المُتسارعة في مجال الإعلام، فألق غرفة الأخبار والمكاتب الإعلامية إنما يعني المزيد من المنافسات الحامية وعشرات من المتقدمين سنويًا على الوظائف الإعلامية الجديدة، وليكن الطالب جديرًا بفرصة مهنية مميزة عليه الاهتمام بتطوير مهاراته، والحصول على القدر الملائم من التدريب العملي، وكذلك المعرفة والثقافة الواسعة التي تؤهله لخوض مهمات إعلامية عسيرة في بعض الأحيان، ولا شك أن التسلح بقدرة واسعة على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة سواء المرتبطة بالتواصل أو عمليات التحرير البصري، لا غنى عنه في سباق العمل الإعلامي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة