لا يزال قرار الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان بتحويل كنيسة "آيا صوفيا" التاريخية من مزار إنسانى يزوره جميع أصحاب الديانات حول العالم إلى جامع إسلامى للصلاة، فى خطوة جديدة يخالف بها خليفة الإرهابيين أحكام الشريعة الإسلامية بأنه لا يجوز الصلاة على أرض مغتصبة.
ويعود تاريخ تحويل "آيا صوفيا" من كنيسة إلى مسجد إلى عصر السلطان الغازى محمد الفاتح، حيث قام بتحويل الكنيسة إلى مسجد، دون إذن من الرهبان، ولم يشتريها كما تزعم الحكومة التركية، وفى الحقيقة ليست "آيا صوفيا" فقط ضحية إهانة دور العبادة لغير المسلمين فى العهد العثمانى، فقد قام عدد من سلاطين آل عثمان بإهانة دور العبادة المسيحية والاستيلاء عليها دون وجه حق، وحولوها إلى جوامع، رغم أنه شرعا لا يجوز الصلاة على أرض مغتصبة.
وهناك العديد من الكنائس التى تحولت إلى مساجد فى العصر العثمانى، بعضها تحول إلى متاحف فى وقت لاحق بعد قيام الجمهورية التركية، وتولى محرر الأتراك مصطفى كمال أتاتورك، ومن هذه الكنائس:
كنيسة خورا
هي كنيسة بيزنطية في إسطنبول، وهى من أجمل الآثار المسيحية البيزنطية الباقية والتي مرت بعدة عصور، والتي تقع بالجزء الغربي من بلدية الفاتح، وكان يطلق عليها حتى القرن السادس عشر الميلادى، كنيسة المخلص نسبة إلى يسوع المسيح.
بعد حوالى خمسين عاما من الفتح الإسلامي للقسطنطينية أمر علي باشا - وهو الصدر الأعظم للسلطان بايزيد - بتحويل كنيسة خورا إلى مسجد للصلاة، وتم حجب الرسومات والنقوش المسيحية التي تزين الكنيسة من الداخل بطبقة من الجص، حتى جاء عصمت أينونو وقرر تحويلها إلى متحف إنسانى لكل الحضارات الإنسانية فى عام 1948.
دير القديس أندرو (مسجد كوجا مصطفى باشا)
دير القديس أندرو في كريسي (الآن مسجد كوجا مصطفى باشا) كانت كنيسة بيزنطية واقعة على التل السابع للقسطنطينية، شمال بساماتيا (ساماتيا التركية) إلى حد ما بالقرب من صهريج القديس موسيوس وبوابة سيليمبريا، تم تأسيسها في القرن الثامن ومكرسة لسانت أندرو كريت الأيقوني الذي استشهد في عهد قسطنطين الخامس (741-775).
تم تحويلها إلى مسجد من قبل كوكا مصطفى باشا، الوزير الأكبر للسلطان الغازى بايزيد الثاني، في عام 1486، رغم أن المكان يحتوى رفات عددا من القديسين، لكنهم لم يحترموها وحولها لمسجد.
كنيسة القديس يوحنا المعمدان (مسجد أحمد باشا)
بعد إحتلال القسطنطينية استخدمت الراهبات الكنيسة كملجأ و للصلاة ، كانت الكنيسة واحدة من عدة كنائس تم توزيع الراهبات عليها بعد طردهن من كنيسة الرسل المقدسة التي تم هدمها و سرقتها لتتحول لمسجد ، ظلت الكنيسة محل للراهبات حتى عام 1588 حينما أمر السلطان بطرد الراهبات و تحويل الكنيسة هي الأخرى لمسجد و تمت تسميته بمسجد أحمد باشا .
كنيسة القديسة صوفيا (مسجد طرابزون)
واحدة من أجمل الكنائس البيزنطية، بنيت بالعام 1263 في طرابزون، استمرت تعمل ككنيسة و ملتقى للرهبان حتى غزو المدينة عام 1461، بين 1461 و 1584 تم تحويلها لمسجد فى العهد السلطان الغازى محمد الحادى عشر، حتى صدر قرار تحويلها إلى متحف إنسانى لجميع الأديان عام 1964، ومن عام 2012 منذ أمرت حكومة أردوغان بعودتها إلى مسجد مرة أخرى.
كاتدرائية القديس نيقولاوس (جامع لالا مصطفى باشا) فى قبرص
تم بناء الكاتدرائية المقدسة في قبرص فاغاموستا عام 1328، تم تكريسها ككنيسة كاثوليكية بالعام 1328، في أغسطس 1571 سقطت فاغاموستا فى حوزة الأتراك، علي يد القائد لالا مصطفى تم تحويله إلى مسجد وسمي بمسجد آيا صوفيا، وفي عام 1954م غير اسمه مجددا إلى جامع لالا مصطفى باشا، وإلى اليوم لم تعد الكنيسة إلى أصلها كدار عبادة مسيحية.